نعمة محمد عبد الرحيم مدير إدارة المنتدي
عدد المساهمات : 1638 تاريخ التسجيل : 11/11/2010 العمر : 70 الموقع : مصر/المنيا
| موضوع: قضيتهم القبطية وقضيتنا المصيرية بقلم محمد أمين ٨/ ١٠/ ٢٠١١ السبت أكتوبر 08, 2011 4:03 pm | |
| قضيتهم القبطية وقضيتنا المصيرية (على فينننننننننن)
بقلم محمد أمين ٨/ ١٠/ ٢٠١١ صديقى المهندس يسى، حزين جداً هذه الأيام، وغاضب مما يجرى.. كان همه أن تكون مصر دولة مدنية حقيقية.. لا صوت فيها يعلو على صوت الوطن.. لا يريد أن يرفع أحد شعاراً غير شعار مصر.. لا شعار إسلامى ولا شعار مسيحى.. عاوز يسمع فقط شعار: ارفع راسك فوق إنت مصرى.. لا يريد للبابا شنودة أن يكون له دخل فى السياسة، ولا شيخ الأزهر.. وهذا عين العقل!
مؤخراً وجدته وقد اعتصم بقضيته القبطية.. وقاعد قايم نايم على الفيس بوك، يدافع مضطراً عن حقوق الأقباط.. يرفع شعار «قضيتنا القبطية».. قلت له يا أخى: هذه ليست قضيتكم القبطية وحدكم.. لكنها قضيتنا المصرية والمصيرية أيضاً.. وهالنى كمّ الحزن الذى فى داخله.. أحسست به وكأنه لا توجد دولة اسمها مصر.. مازالت تحتفظ بهيبتها.. لأن جماعة هنا أو هناك، تغير «المنكر» باليد!
ومن جديد أقول: مصر للجميع وليست للجماعة.. مصر لكل المصريين.. فالذين ينافقون الجماعات يحرقون مصر.. الذين يستفزون الأقباط، كل يوم، «يولِّعون» فى مصر.. مرة بسبب كنيسة الماريناب، وأخرى بسبب كنيسة إمبابة، وغيرهما فى أطفيح، وقبلها «القديسين».. هذه الكنائس ليست ملكاً للأقباط وحدهم.. لكنها ملك للمصريين، ورمز حضارى كنا نباهى به الأمم زمان!
فهل نسيتم أن مصر كنيسة وجامع.. فلا عمر بن الخطاب هدم كنيسة، ولا عمرو بن العاص، فى عز دولة فاتحة منتصرة.. عمر استوصى بالأقباط خيراً.. واستعمل الكثير منهم على المدائن.. وهذا هو الفهم الصحيح للإسلام.. وهو بلا شك فهم يختلف عن فهم إخواننا، الذين ينفذون الأحكام بأيديهم.. كأننا أسقطنا الدولة مع الثورة.. وكنا نظن أننا أسقطنا النظام الفاسد فحسب!
القضية القبطية قضيتنا جميعاً.. لا نحتاج أن يلفت نظرنا إليها، سفير ولا رئيس.. وهى فى عين كل مصرى.. لأنها جزء مهم من تاريخنا وحضارتنا.. لا يصح أن يتحدث فى شأنها أمم متحدة ولا مندوب سامٍ.. ولا يصح أن يتظاهر من أجلها الأقباط.. ثم نتهمهم بقطع الطريق، والاستفزاز والاستقواء.. المنطق يقول إن أى تجمع بشرى سوف يسد الشارع، دون قصد قطع الطريق!
السؤال هو: لماذا ننتظر حتى يخرجوا غاضبين؟.. إما ليقطعوا الشارع، أو ليستنجدوا بأحد؟.. فلابد للمكبوت من فيضان.. لا ينبغى أن نتعامل معهم ببرود، أو نتهمهم.. لأنهم ليسوا دخلاء.. بل ينبغى أن يجرى عليهم ما يجرى علينا.. ونفتح معهم قنوات الحوار «العاقل».. دون تهويل أو تهوين.. ولابد أن يعود القانون من الإجازة.. وهنا فقط لن تسمع عن مظاهرة، ولا قطع طريق!
وأستغرب من أن مرشحى الرئاسة لم يذهبوا إليهم.. ولو باعتبارها قضية انتخابية.. وأستغرب أكثر من أن مرشحى البرلمان لم يناقشوهم.. ولا هناك رئيس وزراء اتخذ قراراً، ولا هناك مجلس عسكرى.. طيب يروحوا لميييييييين؟.. هم يطالبون بإعادة بناء الكنيسة، وقانون دور العبادة الموحد.. صحيح هناك مطالب أخرى يشترك فيها المسلمون والمسيحيون.. لكن كل ذلك يتم على مائدة المناقشات!
القضية القبطية قضيتنا أولاً.. وهى قضيتنا المصيرية.. وليست قضيتهم القبطية.. وهى أيضاً قضية أمن قومى.. إن كنا عملنا ثورة حقاً.. وإن كانت الثورة قد نجحت فعلاً.. فنحن حين عملنا الثورة رفعنا شعارين.. الأول سلمية سلمية.. والثانى مدنية مدنية لا دينية ولا عسكرية.. وعندئذ لا توجد قضية ولا مشكلة.. ولا يثور الأقباط، لا عند ماسبيرو، ولا غير ماسبيرو! | |
|