b]مساحة راى( النهارده سألت إمبارح: هوّه بكرة جاى إمتى؟
بقلم حنان مفيد فوزى ٢٥/ ٥/ ٢٠١١
النهارده من ريحة إمبارح وبكرة شكْلُه مالوش ملامح، نستنى حبّة فى المطارح ولاّ نمشى فى أى سكة، بهذه الحيرة القصوى نتأمل واقعنا الذى ذاب فيه الأمس واليوم والغد فى خليط فاتر لا نملك فصل مائة عن طَحِينِه، وكيف لنا أن نفصل أو حتى نُفاصل وقد صار القلق فنجان قهوتنا الصباحية، والأرق وسادتنا الخالية من الأمان، والتوتر شعوراً عاماً مصاحباً للتنفس، والأمور عسيرة واليد قصيرة والتقدم متأخراً، والتأخر متطوراً، والخسارة ٧٠ مليار جنيه، والديون متراكمة ولا أمل فى إسقاطها، والمنهوب ١٠٠ مليار دولار مشكوك فى استعادتها والاحتياطى على وشك يبقى خالى يا قلبى، واستقرار الأوضاع الأمنية أشبه بمرور جمل من ثقب إبرة، لقد استغرقتنا الفوضى حتى أغرقتنا وأبادت الأحلام من جذور تفكيرنا فأصبحنا عاطلين عن الأمل والعمل إلى الدرجة التى لا نعرف فيها مَنْ الفاقد ومَنْ الفقيد،
والتاريخ يحثنا على المقاومة الشعبية ودفع أى تراجع على أساس أن حالة الفوضى ملازمة بالطبيعة لحالة الثورة، لكن لحد إمتى، نحن على مقربة من تنحى الشرعية الثورية هىّ كمان، صحيح المساعى النبيلة متعددة لكنها لا تشكل منهجاً شاملاً متكاملاً له أهداف واضحة وصريحة وملتزمة بجدول زمنى لا توقيت صيفى، عايزين أقوال محددة تقينا شر الارتباك، محتاجين أفعال حاسمة تحمينا من غدر الانفلات، نفسنا فى جدع يلمّنا من الشارع ويحطّنا فى عيون مجلسه وعلى رأس قراراته، يبقى رئيس مننا، يكون موظف عندنا، إنشالله عفريت أزرق، فالكلام الداير حالياً فى سوق التصريحات إما اجتهادى فى علم المطلق أو جهادى فى سبيل التشدد ومفيش رأى يوحّد ربنا ويفهمنا نغيّر الدستور كله ولاّ حتة منه، وماذا لو غيرنا جلده بشحم ولحم جديد، ننتهج التجربة التركية، ونُهَنّد مع نور، ولاّ نستعين بالنصوص الألمانية ونهتلر على عمرو، وكمان يعرفنا هل اتساع رقعة التواجد الحزبى وانضمام الراغبين إليه هيملأ الفراغ السياسى بحق أم سيدعم التشدد الفكرى،
وإذا افترضنا أنه سيملأ ويدعم البال والخاطر فهل الوقت المسموح به كافٍ لتخطى مرحلة المهد والوصول إلى الرشد السياسى لتكوين فكر ومنهج ومشروعات ولجان وفروع وإعداد قادة لمواجهة كيانات دينية مخضرمة لها ناسها من المريدين والمؤيدين إلى جانب خبراتها الطويلة فى التنظيم والممارسة، ويا ترى سينتنضموووا كل من هم تحت وفوق التأسيس إلى المجلس الوطنى بهدف اتحاد الحوار، أم أن هناك فرَقاً ستحترف اللعب خارجياً على أساس كل واحد وتياره وبالمثل يشرح لنا ما جدوى دعم العربى لمنصب السكرتير الفنى بالجامعة، والأمر لا كان بيد عمرو فى السابق ولا هيكون بيد العربى فى اللاحق، طالما عناد الحكام حوّل الوطن العربى إلى منطقة الشر - الأوسط، والشر بالشر يذكر، هو صحيح بن لادن حىّ ولاّ حية فى كل مرة يُقطع ذيلها وتفاجئنا بالزحف من جديد، وإذا كان مات وشبع زحف، هل القاعدة غداً ستنتقم وترمينا كلنا فى البحر ولاّ هتحولنا إلى عبيد مجندين لرفعة الولايات المتحدة الأفغانية، وماذا لو بالجهاد الزاحف دخلوا بيت المقدس وتسلموا مفتاح أورشليم من ورثة صلاح الدين الأيوبى، هل سيسمح لأحفاد عيسى العوام بالعيش والعيشة فى الخليل مثلاً، ولا هيرحوا يعوموا فى حتة تانية، وهل هذا له أدنى علاقة بالحرب الأهلية الدائرة من أول صول لحد إمبابة، وقريباً بالصعيد الجوانى، ولاّ المسألة رُبّ صدفة خير من ألف ميعاد، طب نعتبره رد على المصالحة الفلسطينية ولاّ هو رِدّة فى العموم، وبالنسبة لمهاجمة أقسام شرطة دار السلام والبساتين وشبرا الخيمة بالأسلحة النارية، أهو تمهيد لاقتحام منتجع طرة وتهريب المُصيفين ولاّ دى خدمة مجانية جارى تحميلها على الموبايل،
وإذا كنا كشفنا لواءات الأمن اللى على ذمة التحقيق فى قضية قتل المتظاهرين ولا يزالون على قيد مراكزهم الوظيفية إيه الخطوات اللى من المفترض اتخاذها مع اللى زيهم من موظفين كبار فى مكتب الرياسة وبمعزل حتى الآن عن المساءلة رغم ممارستهم الترويع والترهيب لجميع العاملين معهم وتحت سيطرتهم بالقطاعات المختلفة ومش فاضل غير يعملوا صفحة على الفيس بوك بعنوان (كلنا زكريا عزمى) احتفاءً بكفالته. وأخيراً بعد إفراج الست «شوزى» بتنازلها عن الودائع المحلية مين هيفك الأكواد الخارجية ولا نفكنا منها ويعوض الله.
نحن شعب الله المحتار لن نصالح بل نطالب ببتر المضادين بكل ثوراتهم التى تحدث الوقيعة وتعوق البناء (ودول معروفين اسم اسم) وأمثالهم من الهوامش المتطلعة إلى مقدمة الصفوف الذين كانوا موالين على طول الخط وصاروا معارضين بالعرض (ودول معروفين موقع موقع) وغيرهم ممن عاشوا محظورين ثم انقضوا محذرين من ارتفاع صوت المواطنة والديمقراطية على صوت الدين والعقيدة وكأن حرية الفكر والاعتقاد والعمل من الحرمانيات ولازمها قيود (ودول معروفين تيار تيار) وإلى جانبهم مثيرو الفتن من جراء الأسلمة أو التنصير ومع الأسف المرجعية قصة حب بزواج سرى وليست اعتناقاً نابعاً من اقتناع والحكايات دى من القرن الماضى،
إشمعنى دلوقتى بتظهر ويبان عليها الكفر (الأعمال بالنيات)، وكأنه مكتوب علينا نخلص من وقعة تطلع لينا وعكة نتحول من خلالها إلى جهاز تنفس صناعى لضخ الوحدة وفض المعارك وإنهاء الاضطراب والاعتصام بالذوق مرة وبالقوة مرة والاختلاف فى الأصل تراكمى وليس فكرياً بس اللى يفهم، تقوللى ما هو قبضة شرف حريرية أقولك مالها قابضة الهلالى، تقنعنى أن حكومة المجلس العسكرى انتقالية أقولك إحنا كبطيخ ياما شبعنا طبطبة، وإذا كانت الوزارات بتاعة تسيير أعمال فالأعمال معطلة أساساً، وإذا كان الأمن هيرجع لمكانته بالتدريج فمن الوارد نطفش قبله بالتدريج برضه، يا سيدى بلاها إمبارح والنهارده خلينا فى بكرة جاى إمتى؟!
Hanan.moufid@gamil.com [/b]