نعمة محمد عبد الرحيم مدير إدارة المنتدي
عدد المساهمات : 1638 تاريخ التسجيل : 11/11/2010 العمر : 70 الموقع : مصر/المنيا
| موضوع: ( مساحة رأى)الثورة والثروة الجمعة يونيو 03, 2011 5:35 pm | |
| ]b]( مساحة رأى)الثورة والثروة
بقلم عمرو الليثى ٣/ ٦/ ٢٠١١ كلما كنت أتذكر كيف كنا وكيف أصبحنا يمر على خاطرى شريط من الذكريات.. أتذكر كيف كنا نعيش فى قهر وفقر ومرض وجهل.. كيف كان الأبرياء يعذبون فى السجون والمعتقلات، وكان الشريف يُضرب على قفاه (وميقدرش يتكلم).. كيف كنا نعيش فى وهم اسمه الديمقراطية.. قل ما شئت والرئيس والحكومة سيفعلان ما يشاءان..
وإذا لم تكن معهما فأنت عدوهما.. ثم قامت ثورة ٢٥ يناير العظيمة.. شعرت بأسرتى وأبنائى وهم يقولون كلنا سننزل التحرير حتى ابنى الصغير، الذى لم يتجاوز التاسعة قال لى خدونى معاكم.. كان عندنا أمل كبير فى أن تستطيع تلك الثورة أن تقضى على معاناة عاشها الشعب المصرى فى ظل النظام القديم.. ونجحت الثورة وحققت كل ما لم نتوقعه أو حتى نتخيله وسقط النظام، وانتهى كابوس التوريث إلى الابد وكسرنا حاجز الخوف والرهبة، وأصبح من حق كل مواطن أن يُعلن رأيه دون خوف، وأن يعترض على الملأ بعد أن كان لا يجرؤ على أن يبوح بذلك خارج الغرف المغلقة.. وعادت مصر لنا وعدنا لمصر.. لكن وبعد مرور فترة ليست بالطويلة وجدت أن الانقسام بدأ يدب بيننا ولأول مرة أسمع مقولات «هذا مسلم وهذا سلفى معتدل وهذا سلفى متشدد وهذا صوفى وهذا مسيحى متشدد وهذا مسيحى معتدل وهذا بهائى وهذا سُنى وهذا شيعى وهذا شيوعى.. فكيف أصبحنا بكل هذه الطوائف؟
إن الحرية يجب أن تجمعنا لا أن تفرقنا.. وفى الوقت نفسه انقسمنا على المستوى السياسى فهذا تيار شباب الثورة بأسماء مختلفة، وهناك فلول النظام السابق.. وهؤلاء الكتلة الصامتة وهؤلاء أعداء الثورة وهؤلاء المنتفعون من الثورة.. وهؤلاء خونة.. وهؤلاء بلطجية.. لقد قامت الثورة بطهارتها وطهارة من قاموا بها، ثم امتدت أيادٍ تتعمد أن تقتلها وحيكت المؤامرات من الداخل والخارج تريد أن تحصد ثمارها.. وتحول الصراع على مصر كما لو أنه على قطعة كيك يحاول البعض أن يحصل على أكبر قطعة فيها.. متناسين بذلك أننا ندمر أعظم إنجاز قمنا به فى حياتنا.. وأخشى ما أخشاه أن يتحول إسقاطنا للنظام السابق إلى إسقاط للدولة بأكملها، لأن القانون هو الركيزة الوحيدة التى تمكننا من الشعور بالأمان والاستقرار، ويا للعجب غاب القانون وأصبحت سياسة الصوت العالى والقوة العددية هى الحاكمة وأصبح القرار والحكم القضائى تحددهما الكثافة والأعداد التى تستطيع أن تخيف الحكومة والمجلس العسكرى وأيضاً القضاء..
كل منا أصبح سياسياً وقائداً وزعيماً، وأصبح كل منا يفعل ما يريد وقتما يشاء، وأصبحنا لا نستطيع أن نجلس لنتفق أو حتى يسمع بعضنا البعض.. كل منا يريد أن يتكلم ولا يستمع للآخر، والويل كل الويل لمن يقول رأياً مغايراً للآخر، فإما أن يخون أو يتحول إلى فئة مندسة.. وانعكس هذا الخلاف بوضوح فى ترتيب الأولويات السياسية، فمنا من يرى إجراء انتخابات برلمانية أولاً، ومنا من يرى الدستور أولاً، ومنا من يطالب بمجلس رئاسى، ومنا من يريد استمرار الحكم العسكرى، ومنا من ينادى بدولة مدنية، ومنا من يطالب بدولة إسلامية.. لقد حلمت وحلم معى الكثيرون بمصر الجميلة الجديدة الحديثة بعد الثورة.. حلمت وحلم معى الكثيرون بالقضاء على الفقر والبطالة.. حلمت بالقضاء على العشوائيات وتوفير الحياة الكريمة لأهالى القرى والنجوع..
حلمت بمصر قوية عزيزة شامخة، وكما استطاع شعبها أن يصنع ثورته المجيدة فإنه سيجنى لها الثروة سواء على المستوى الاقتصادى أو على المستوى العلمى بعقول أبنائها المبدعين.. تمنيت أن أرى مصر القائدة فى العالم التى تترك مكانها فى دول العالم الثالث لتنتقل لأقرانها من دول العالمين الأول والثانى.. إن مصر تنادينا جميعاً أن تعود مرة أخرى صفا واحدا لا يفرقنا دين أو تيار سياسى.. يجمعنا حبها وأمنيتنا الوحيدة ألا تفرقنا التحزبات وألا يسود جو الفرقة، وألا يخوّن بعضنا البعض، وأن نمد أيدينا لنتصافح ونتعانق ونمحو ونتجاوز الخلافات، ولنترك الصراعات وأن نعود كما كنا فى الميدان صفا واحداً وإيد واحدة بجد.[/b] | |
|