نعمة محمد عبد الرحيم مدير إدارة المنتدي
عدد المساهمات : 1638 تاريخ التسجيل : 11/11/2010 العمر : 70 الموقع : مصر/المنيا
| موضوع: مساحة الراى(رد الإساءة) الأربعاء مايو 04, 2011 4:19 pm | |
| ]b]مساحة الراى(رد الإساءة
بقلم رولا خرسا ٤/ ٥/ ٢٠١١ سأبقى مُصرة على موقفى بعدم إدانة أى شخص فى طرة أو خارجه حتى تثبت إدانته، فأنا من أشد المؤمنين بالقانون، وبأن الكلمة الأخيرة قبل أحكام البشر يجب أن تكون للقضاء.. ولأن المرحلة التى نعيشها تحمل الكثير من الإساءة لكل الأطراف، ولأن المرحلة التى نعيشها فيها الكثير من التشهير بالبشر، ولأن التعليقات التى تُكتب على الأخبار والمقالات فى المواقع الإلكترونية المختلفة أصبح فيها الكثير من الألفاظ غير اللائقة والهجومية، التى تقترب فى أحيان كثيرة من السب والقذف، على اعتبار أن الأحكام تطلق فى المطلق دون أدلة لترديد البعض شائعة يمشى وراءها كثيرون دون تحقق - لذا ففى رأيى أنه فى هذه المرحلة كثير من الآثام يُرتكب.. وما بين الحقيقة والظلم تحدث إساءات كثيرة، والدين الإسلامى له رد عبقرى على هذا الموضوع. يقول ديننا الحنيف: إن درجات رد الإساءة أربع، أدناها وأقلها «رد الإساءة بالإساءة».
ولو نظرنا إلى ما يحدث اليوم لوجدنا أن هذا هو السائد: حالة انتقام وتشريح وتقطيع واغتيال معنوى، لدرجة أن الناس أصبحت تقول: «معقولة؟! كل الناس دون استثناء فاسدون؟! كلهم؟!»، والمعروف أن العدل تصبح مهمته أصعب مع ضغط الرأى العام، والصحافة تقوم بعمليات شحن من أجل البيع أولاً ومن منطلق «الزبون عايز كده». وتذكّرنى أحوال الصحافة هذه الأيام بأفلام المقاولات فى السبعينيات، التى انهمرت كالمطر دون أى مضمون إلا التفاهة. والنقاد يعتبرون هذه الفترة أسوأ فترات السينما. ولهؤلاء أقول إجابةَ أَبى الدَّرْدَاءِ، رضى الله عنه، لِرَجُلٍ شَتَمَه: «يَا هَذَا لَا تُغْرِقَنَّ فِى سَبِّنَا وَدَعْ لِلصُّلْحِ مَوْضِعًا فَإِنَّا لَا نُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِينَا بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ نُطِيعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ».
الطريقة الثانية والأعلى درجة لرد الإساءة هى التى جاءت فى القرآن الكريم، وهى «الكاظمين الغيظ».. قال الله تعالى فى كتابه الكريم: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) «آل عمران: ١٣٤»، واعلم أن هناك من سيقول إن الكلام سهل ولا يكلف شيئاً، وأعتقد أن أى واحد يستطيع أن يعطى محاضرة فى هذا الموضوع طالما أنه ليس ضالعاً، لكن يتغير الحال بمجرد الوقوع فى كُرْبة تحتاج إلى الصبر وسعة الصدر واللين فتفاجأ بأن بين القول والعمل بُعد المشرق من المغرب، وقد قال بعض الحكماء: «احْتِمَالُ السَّفِيهِ خَيْرٌ منَ التَّحَلِّى بِصُورَتِهِ، وَالْإِغْضَاءُ عَنِ الْجَاهِلِ خَيْرٌ مِنْ مُشَاكَلَتِه»، وتعنى أن تتحمل السفيه قليل الأدب خير من أن تقلده، وقال بعض الأدباء: «مَا أَفْحَشَ حَلِيمٌ، وَلَا أَوْحَشَ كَرِيمٌ»، لذا تستغرب الألفاظ المستخدمة هذه الأيام وتتعجب والبديل هو أن تكظم غيظك، وبدلاً من أن تتحول إلى سفيه اكظم غيظك، وهو أمر أفعله كثيراً هذه الأيام.. أى أبدأ بنفسى.. إلا أننى أعلم أن ما هو شديد الصعوبة هو المرتبة التالية والأعلى، ألا وهى: «العفو عند المقدرة»..
عندما كتبت منذ فترة عن العفو قبل أن تبدأ كل التحقيقات الأخيرة، ووقتها شبَّهت ما يحدث للرئيس السابق مبارك بما حدث للرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون بعد فضيحة ووترجيت، أتى الرئيس التالى جيرالد فورد وقرر إقفال القضية.. وهناك تحقيقات يتردد أنها تجرى حول برلسكونى وساركوزى إلا أن القانون سيقول كلمته فى النهاية، وقتها هوجمت بشدة وقيل لى «لا عفو على فساد أو سرقة»، لكننى أترك الحكم للقانون.
أما الدرجة الأعلى لرد الإساءة، التى أشك أنه باستطاعة أحد من البشر، وسط هذا الجنون كله، الوصول إليها فهى «رد الإساءة بالإحسان» وقبل أن أُفهم خطأ أردد ما بدأت به: الحل فى يد القانون، أما من قصدتهم بمقالى هذا فهم الشعب والصحافة وكاتبو التعليقات، وإلى هؤلاء أقول: ليتكم تتقون الله فيما تقولون وتكتبون، واغسلوا قلوبكم بالإيمان والتقوى، فالكراهية تجعل القلب ثقيلاً. وأنهى مقالى بتساؤل طرحه «غاندى» من قبل: «إذا قابلنا الإساءة بالإساءة فمتى تنتهى الإساءة؟». [/b] | |
|