[b[center]]سعيد سالم يكتب: الشعب يريد إخلاء الميدان
الأحد، 6 مارس 2011 - 21:07
ميدان التحرير
من منطلق ممارسة حرية التعبير وحرية الرأى والرأى الآخر التى أرساها نظام الحكم السابق ، ومن منطلق حق التظاهر الذى كفله الدستور الذى وضعه النظام السابق، فقد استوطن جزء من الشعب ميدان التحرير منذ 25 يناير وحتى 11 فبراير 2011 هاتفاً بالشعار (الشعب يريد إسقاط النظام..) حتى نجح فى إسقاطه بتخلى الرئيس السابق عن منصبه كرئيس للجمهورية!!
ومن نفس المنطلقين كان جزء آخر من الشعب قد آثر الهتاف بالشعار (الشعب يريد إبقاء النظام).. وجزء ثالث من الشعب هاتفاً بالشعار (الشعب يريد مبارك رئيس!!) إلا أنهما لم يتمكنا من تحقيق شعارهم.
وبعد سقوط النظام، وتكليفه المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، تنفس المصريين الصعداء بعد أن وجدوا فى ذلك حماية لمصر وللمصريين جميعهم من انتشار الفوضى والبلطجة وغياب الأمن وتراجع الاقتصاد، وتوقف الإنتاج وتوقف العملية التعليمية.. إلخ إلخ..
إلا أننا نجد أنفسنا الآن أمام زحف جديد لميدان التحرير لنفس الجزء من الشعب الذى أسقط النظام رافعاً شعار تمحور مضمونه حول أكثر من شعار منها:
(الشعب يريد إسقاط الفريق) وهذا الفريق هو السيد/ أحمد شفيق رئيس الوزراء على زعم أن النظام السابق هو الذى قام بتعيينه، وطالما سقط النظام فقد سقط رئيس وزرائه.
(الشعب يريد إبعاد بعض الوزراء) ويعنون بذلك وزراء النظام السابق أعضاء الحزب الوطنى الذى سقط!!
(الشعب يريد فلوس الرئيس) على زعم أن الرئيس نفسه قد فسد وتربح من وظيفته المليارات!!
(الشعب يريد إسقاط وزير العدل) و(الشعب يريد محاكمة الفساد).. إلخ.. من هذه الشعارات!!
ومع افتراض أنها طلبات موضوعية إلى حد ما، إلا أنه ليس من الإنصاف إغفال أن منها طلبات تجد معارضة من فصائل وفئات أخرى من الشعب، وأن منها ما يحتاج لكثير من الوقت لتدقيقها وتحقيقها حتى تصبح قابلة للتنفيذ وفق إطار قانونى تتطلبه الحرية ويتطلبه الحق، ومن ثم فهى طلبات فى حاجة ماسة ومُلحة لإعادة نظر من السادة (الثوار) كما يحلو للبعض تسميتهم أو (الانتفاضيين) أو (حركة التغيير) كما يحلو لبعض آخر تسميتهم، كما أنها طلبات فى حاجة إلى مرونة فى التعاطى حولها ولا تحتاج إلى هذا العناد الجاف من طالبيها!!
وإنى إذ أرى أن الهتاف المطلوب الآن، لأنه أكثر واقعية، وأكثر فاعلية– خاصة من شعب القاهرة الكبرى- هو (الشعب يريد إخلاء الميدان)..
وذلك لأن أحوال مصر الاقتصادية والأمنية متوقفة إلى حد كبير جداً، وإن لم تكن متوقفة فهى تسير من أسوء إلى أسوأ، فالحالة الاقتصادية أصبحت (سلبى) بعد أن كانت (مُستقر)!!
والحالة الإنتاجية شبه متوقفة نتيجة حظر التجول وهو ما سيؤثر حتماً على الإنتاج، ثم على الأسعار، ثم على حجم الصادرات، ثم على المستويات الآمنة لحجم الاحتياطى النقدى، وهكذا..
أما الحالة الأمنية فحدث ولاحرج، قوات مُسلحة تركت حدود مصر الخارجية "المتوترة" لتؤمن حدودها الداخلية، وقوات شُرطة عاجزة حتى الآن عن عودة استقرار كان مفخرة بين الدول.
وليس سراً أنها أمور من شأنها أن تؤثر على اقتصاد مصر وعلى إنتاجيتها، وعلى أمنها العام، وعلى أجيالها القادمة، وهو تأثير- لو تعلمون- لن ينجو منه أحد من المصريين سواء فى الداخل أو الخارج!!
فهيا بنا إلى الحوار حول جميع القضايا، ولا داعى لعناد أحمق قد يأخذ فى طريقه أخضر قد ترعرع، ويابسا كُنا فى طريقنا لاستزراعه، ولا داعى للسعى إلى بطولات زائفة أو غير زائفة، وإذا كُنا جميعاً نجتمع على حُب مصر، فإن حُب مصر الآن يستلزم ((إخلاء الميدان)) لتبدأ عجلة الإنتاج تدور من جديد، ويبدأ استقرار مصر وأمنها يعود من جديد، وتبدأ السياحة فى الازدهار، ويبدأ السُياح فى الانتشار بين آثار مصر ومزاراتها ومتاحفها، وتبدأ الاستثمارات الأجنبية تتوالى علينا كما كانت تتوالى، وتبدأ حركة الحياة الجميلة التى افتقدها المصريون طوال شهر كامل أو يزيد فى الدوران من جديد.
هيا بنا نعط الفرصة لتحقيق المطالب بتأن وترو.. وليس ميدان التحرير ببعيد!!
[/b][/center]