نعمة محمد عبد الرحيم مدير إدارة المنتدي
عدد المساهمات : 1638 تاريخ التسجيل : 11/11/2010 العمر : 70 الموقع : مصر/المنيا
| موضوع: إدارة أزمة أم خيانة وطن؟ الجمعة فبراير 04, 2011 11:12 am | |
| ]size=18][b]إدارة أزمة أم خيانة وطن؟
حسن نافعة Fri, 04/02/2011 - 08:05
بوسعى أن أتفهم حرص رجال النظام الذى ثار الشعب فى وجهه على بذل كل جهد ممكن لإنقاذه وإدارة الأزمة الراهنة بما يتفق مع مصالحهم الخاصة، مهما كانت مختلفة عن مصالح الأغلبية أو حتى متناقضة معها. ومن الطبيعى أن يسعى هؤلاء لإثبات أن الرئيس مبارك مازال يتمتع بشعبية واسعة وبتأييد قطاعات أخرى من الشعب المصرى غير تلك المحتشدة فى ميدان التحرير والتى تطالب بتخليه الفورى عن السلطة.
فالتدليل على استمرار تمتع الرئيس بشعبية كبيرة فى مصر فى ظل الظروف الراهنة يعد إحدى أهم أدوات الإدارة السليمة للأزمة. فلو كان بوسع رجال النظام حشد مليون أو حتى مائة ألف شخص فى أحد الميادين العامة رافعين رايات التأييد للرئيس مبارك ومطالبينه بالبقاء فى السلطة لأحنيت رأسى إجلالا لهم، ولاستخلصت من وقفتهم المليونية دليلاً واضحاً على عدم توافر إجماع شعبى على رحيل مبارك، ولكنت أول المطالبين بالبحث عن حل وسط، ولربما أسهمت بنفسى فى الجهود الرامية للتوصل إلى مثل هذا الحل.
كان أمام رجال النظام بدائل كثيرة يمكن الاختيار من بينها لإظهار التأييد الشعبى لمبارك بالاحتشاد فى شوارع أو ميادين أخرى غير تلك التى يتواجد بها المعارضون للنظام، سواء فى العاصمة أو فى المدن الكبرى وعواصم الأقاليم. ولو كان رجال النظام قد نجحوا فى الحشد بأعداد كافية وطلبوا من أنصارهم التوجه إلى أماكن خاصة بهم لأسهموا بذلك فى إظهار مصر بمظهر حضارى رائع يؤكد حرصهم على سمعة الدولة المصرية التى مازالوا يتحدثون باسمها حتى الآن. لكن حين يقع الاختيار على ميدان التحرير بالذات مكاناً للحشد، ويُسمح للمحتشدين بالوصول إليه ممتطين جمالاً وأحصنة وبغالاً وحميراً، وحاملين سيوفاً وسكاكين وعصياً وأحجاراً،
فنحن إزاء عملية بلطجة كبرى ومحاولة مكشوفة لتصفية المعارضين لنظام مبارك بأكثر الأساليب همجية وخسة. فإذا كان هؤلاء هم «أنصار مبارك» والقاعدة «الشعبية» لنظامه، وإذا كان ما قاموا به فى ميدان التحرير ليلة أمس، من أعمال إجرامية تسببت فى سقوط آلاف القتلى والجرحى هو النمط الطبيعى لسلوك النظام فى إدارة أزماته، فهذا يشكل دليلاً إضافياً على إجرام النظام وحتمية الإطاحة به لأنه يبدو بسلوكه هذا أقرب إلى العصابة الإجرامية منه إلى النظام السياسى.
ما جرى فى ميدان التحرير ليلة الخميس الماضى، يؤكد عدداً من الحقائق يمكن إجمالها على النحو التالى: 1- أن الرئيس مبارك يصر على البقاء فى السلطة بأى ثمن، 2- أن مشروع التوريث مازال قائماً وأنه لم يسقط بمجرد تعيين نائب للرئيس، 3- أن هناك من يحاول توريط الجيش فى الصراع القائم ودفعه لتصفية المعارضين للنظام بالقوة ولو بإطلاق الرصاص الحى،
4 - أن قيادات الحزب، خاصة رجال الأعمال الملتفين حول جمال مبارك، وأجهزة الأمن السرية فى وزارة الداخلية، ورؤساء تحرير الصحف والمسؤولين عن وسائل الإعلام الرسمية هم عماد النظام القائم، وهم الذين وضعوا خطة الانقضاض على ميدان التحرير، وأساءوا بتصرفهم هذا إلى نائب الرئيس وإلى رئيس الحكومة.
وحين تصل الأمور إلى هذا الحد فمن حقنا أن نتساءل عن الحالة الصحية للرئيس، من ناحية، وعن حسه الوطنى، من ناحية أخرى. فإذا كان الرئيس فى وضع لا تسعفه فيه حالته بإدارة سليمة وصحية للبلاد، فهذا يعد فى حد ذاته مبرراً لتنحيته فوراً. أما إذا كانت حالته سليمة ويصعب التشكيك فيها من الناحية الطبية فلا يمكن حينئذ تفسير تصرفاته الراهنة إلا بأنها تحمل فى طياتها عدم وفاء بالقسم الذى أداه وتعهد فيه بالولاء للوطن والإخلاص له.[/b] [/size] | |
|