رؤية مصرية : وقف الغاز مطلب شعبي والتراجع عنه خيانة !

رؤية مصرية :
وقف الغاز مطلب شعبي والتراجع عنه خيانة !!
بقلم : لطفي ناصف

التطورات السياسية في مصر تتوالي بسرعة وبدون مقدمات مما يجعل أي مراقبة لما يحدث في مصر عملية صعبة وعصية عن الفهم.
في يوم واحد تتغير القرارات وتتبدل المواقف.. في يوم واحد يصدر بيان من اللجنة العليا للانتخابات بإستبعاد أحمد شفيق استبعاداً نهائياً.. وفي نفس اليوم.. تغير اللجنة موقفها وتعيده إلي قائمة المرشحين. كيف يحدث هذا ومن هو ما وراء تلك التغييرات. لا أحد منا يعرف ذلك بالتحديد ولكننا وبحكم ما يحدث في مصر لم نعد نصدم بتلك القرارات الصادمة فأصبحت. المفاجآت هي التي تسير الأمور.
كيف يمكن أن تعلن اللجنة العليا قراراً نهائياً باستبعاد مرشح وكيف يمكن أن تعلن نفس اللجنة قراراً متناقضاً تماماً مع القرار الذي قبله وكأن القانون في مصر أصبح ملطشة من كل الجوانب.. كيف نفهم أن المادة 28 تمنع الاعتراض علي أي قرار للجنة العليا للانتخابات. ثم تخرج علينا اللجنة بقرار اعادة أحمد شفيق بعد أن أبعدته اللجنة قبل ساعات؟.
من الذي يقرر ومن الذي يأمر. لا أحد يعرف مما جعل المصريين يشعرون أن مصر بلا قانون وبلا برامج وأن اللهو الخفي الذي يقتل ويدمر ويحرق هو نفسه الذي وراء كل تلك القرارات المتناقضة.
خرجت علينا الأنباء لتعلن قرار مصر بوقف ضخ الغاز إلي إسرائيل.. ورغم أن قضية ضخ الغاز لإسرائيل ظلت من القضايا الهامة بالنسبة لكل المصريين حتي قبل ثورة 25 يناير.. فقد طالب افراد ومنظمات متعددة بوقف ضخ الغاز لإسرائيل وكذلك حصل بعض الأفراد والمنظمات علي أحكام قضائية بوقف ضخ الغاز لإسرائيل.. ولكن لم يتوقف هذا الضخ لأن من كانوا يحكمون لهم مصالح معروفة.
نحن نشعر بالسعادة والراحة من صدور ذلك القرار خاصة أنه قرار غير سياسي وأنه قضية عادية واختلاف بين شركتين بسبب توقف الشركة الإسرائيلية عن دفع ما عليها من أموال. مما جعل الجانب المصري يتخذ قرار وقف ضخ الغاز للجانب الإسرائيلي. وحسب ما نتخوف منه نحن المصريين من امكانية تراجع مصر عن موقفها المشرف الذي أثلج صدور المصريين بل وكل أبناء الوطن العربي. فإننا بدأنا نشعر بالقلق الذي أفسد علينا فرحتنا..
خرجت علينا السيدة فايزة أبو النجا بتصريح حول الفرحة إلي قلق.. قالت السيدة المذكورة أنها ليس لديها أي مانع من عمل اتفاق وعقد جديد مع إسرائيل لتصدير الغاز ولكن بأسعار وشروط جديدة.
ولأن السيدة أبو النجا أكدت بالممارسة أن قولها هو القول الفصل. فإننا بدأنا نتخوف ونخشي من اضاعة الفرصة لوقف ضخ الغاز إلي إسرائيل.
ليس مطلب كل المصريين هو رفع سعر الغاز المصري لإسرائيل ولكن مطلبنا جميعاً هو وقف صفقة تصدير الغاز لإسرائيل لأنها صفقة عار في سجل التاريخ المصري. تلك الصفقة التي مررها أكبر عميل لإسرائيل وهو حسني مبارك ورجاله من أمثال حسين سالم وبعض المتآمرين من العاملين في مجال البترول في مصر.
أننا نتوجه إلي المسئولين في المجلس العسكري وإلي أعضاء مجلسي الشعب والشوري لوقف أي تفكير في التفاوض مع إسرائيل حول أسعار الغاز.. لأن مصر هي الأولي في استخدام الغاز المصري للتوسع في الصناعات التي تريد مصر انطلاقها من جديد بعد أن عطلتها سياسة مبارك واذنابه.
لقد أكد الشعب المصري علي رفضه لضخ الغاز وحصل الشعب المصري علي أحكام قضائية لوقف ضخ الغاز. ولكن السياسة المراوغة خلال حكم مبارك العميل الأول لإسرائيل استطاع الاستمرار في دعم إسرائيل بالغاز ودعم صناعاتها الحربية.. ففي الوقت الذي تصدر فيه مصر الغاز إلي أخطر دولة عدوة لنا. تستورد مصر الغاز من دول متعددة لتغطية الاستهلاك المحلي والمضحك أيضاً أن يتراوح سعر الغاز في الأسواق العالمية بين 7 و14 دولار.. يتم بيع الغاز المصري لإسرائيل بسبعين سنتاً فقط. وهو سعر لا يغطي تكلفة انتاج الغاز المصري.
ليس من المنطق أو العقل أن نصدر الغاز إلي إسرائيل في الوقت الذي لا يستطيع المواطن المصري الحصول علي أنبوبة بوتاجاز وبأسعار تفوق الأسعار التي يدفعها المواطن الإسرائيلي لأسطوانة الغاز المصري المتوافر لديه دائماً
في نفس الوقت الذي يتقاتل فيه المصريون من أجل الحصول علي اسطوانة بوتاجاز وبسعر أعلي من أسعار بيعها في اسرائيل عشرات الأضعاف.
الغاز المصري لابد ان يستخدم لدعم الصناعات المصرية المتعددة وفتح مجالات صناعية توفر فرص العمل والحياة للمصريين من أجل ذلك نصر ونؤكد علي استغلال الفرصة الحالية وعدم التراجع عن وقف ضخ الغاز لإسرائيل حتي لو عرضت إسرائيل أسعارا تزيد علي الأسعار العالمية المتداولة لأن مصر أولي بثرواتها سواء من الغاز أو البترول.
الفرصة مفتوحة أمام مصر للإصرار علي وقف ضخ الغاز لإسرائيل لأنها تمتلك الادلة علي حقها في وقف ضخ الغاز لتأخر الجانب الإسرائيلي عن دفع ما عليه من أموال فقرار مصر هو قرار تجاري بين شركتين وقد طالبت شركة شرق المتوسط المصرية الشركة الإسرائيلية أكثر من مرة بوجوب سداد ما عليها من متأخرات مالية وكان آخر موعد للسداد هو يوم 18 من شهر ابريل الحالي وعندما امتنعت الشركة الإسرائيلية عن السداد استخدمت الشركة المصرية حقها في وقف ضخ الغاز.
عدم التراجع
لابد ان نؤكد علي عدم التراجع عن قرار وقف ضخ الغاز من جانب مصر لأنه مطلب شعبي ومطلب قانوني من جانب المصريين ولكن عملاء إسرائيل وفي مقدمتهم حسني مبارك يتجاهلون أحكام القضاء المصري حتي عندما كانوا في السلطة.
قرار وقف تصدير الغاز لإسرائيل هو مطلب مصري وعربي وفلسطيني قبل كل شيء.
اننا نتوجه إلي المجلس العسكري ونتوجه إلي مجلسي الشعب والشوري لكي يتمسكوا بحق مصر في وقف ضخ الغاز المصري بعد أن توقفت الشركة الإسرائيلية عن دفع ما عليها من تبعات مالية مخالفة بذلك العقود المبرمة بين الشركتين.

» إدارة أزمة أم خيانة وطن؟
» أعلام وشخصيات مصرية
» نصيحة من ام مصرية (لميدان التحرير)
» رؤيـــــــــة وزارة التربيـــــة والتعليـــــــم
» «دار الإفتاء»: تواطؤ أصحاب مستودعات أنابيب البوتاجاز مع تجار الأزمة خيانة للأمانة