نعمة محمد عبد الرحيم مدير إدارة المنتدي
عدد المساهمات : 1638 تاريخ التسجيل : 11/11/2010 العمر : 70 الموقع : مصر/المنيا
| موضوع: مساحة راى (أقول لكم أيها السادة والسيدات؟ الثلاثاء مايو 24, 2011 2:38 pm | |
| ( مساحة الراى)أقول لكم أيها السادة والسيدات؟
بقلم د. نوال السعداوى ٢٤/ ٥/ ٢٠١١ يا من تحاولون إعادة الزمن إلى الوراء، إلى ما قبل الثورات فى بلادنا والعالم، من القاهرة بميدان التحرير إلى ماديسون فى ويسكونسن، وسوريا وليبيا واليمن والبحرين وغيرها وغيرها الكثير من جميع بقاع الأرض. تحاولون إعادتنا إلى ما قبل الوعى الجماعى بالظلم والفساد والاستبداد فى الدولة والعائلة والعالم، يترابط الكل من قمة الرأس إلى قاع القدمين، من العالمى إلى الإقليمى إلى القومى إلى المحلى إلى العائلى إلى الفردى، من السياسى الاقتصادى الدولى إلى الجنسى الشخصى فى الفراش، من خيانة دولة عظمى لمبادئ دستورها لتغزو العراق وتنهب البترول، وتساند إسرائيل فى الغزو والنهب والقتل، من تلاعب «باراك أوباما» فى خطبة واشنطن بالثورات العربية، من تلاعب شيخ الأزهر بكلمة الرحمة لإنقاذ «مو باراك» من عدالة القانون، من التجارة بالقيم الإنسانية فى بورصة السياسة والدين والأخلاق، من خيانة أرواح القتلى وآلاف المصابين فى ميدان التحرير تحت اسم التسامح والتصالح، من خيانة رئيس صندوق النقد لشريكة حياته، وإخلاصه لشركاء السوق، لم يفقد الرجل الاحترام بين الذكور رغم موت ضميره الإنسانى، مثل غيره من الرجال الناجحين (من أهل المال أو السياسة أو الأدب أو الإعلام) يسرقون وينهبون بالورقة والقلم، بالحسابات الدقيقة المظبوطة فى ظل القانون، ينتهكون أجساد النساء بالقانون دون عقاب أو عتاب، من نجيب الريحانى إلى بيرلسكونى إلى ساركوزى إلى بيل كلينتون، وغيرهم من أزيار (جمع زير) النساء، يسيل لعابهم أمام أجساد السكرتيرات والخادمات من عمر بناتهم وحفيداتهم. الفساد الدولى والفساد الشخصى مترابطان، لا يفصل الذكر منهم بين نصفه الأعلى والأسفل، بين شهوته للسلطة والمال وشهوته للنساء وملذات الدنيا والآخرة؟ الفصل مستحيل كالفصل بين الدين والدولة؟
أثبت التاريخ أن فساد الرجال الجنسى لا علاقة له بالسياسة أو الدين أو الإيديولوجيا، ليس مسألة هرمونية ذكورية بيولوجية تتعلق بالجينات، إنها مسألة قانون سياسى طبقى أبوى مزدوج فاسد، يرفع الحاكم عن المحكوم، يرفع الرجل عن المرأة، القانون الأخلاقى غير أخلاقى يتبع السياسى الاقتصادى العقائدى، هو أساس التربية والتعليم المزدوج الفاسد فى البيوت والمدارس والأحزاب والبرلمان، يتمتع الحاكم بالحصانة السياسية وإن قتل ونهب، يتمتع الأب والزوج بالحصانة الأخلاقية وإن فسق، الزوج الخائن يظل محترما بين العباد، منذ ظهور العهد القديم فى العصر العبودى أصبحت القوانين كلها مزدوجة، تفرق بين البشر على أساس الدين والجنس والطبقة، أمر الإله يهوه بقتل كل من لا يؤمن به، قد يقتل مدينة كاملة لأن طفلاً فيها لا يؤمن به، أمر «يهوه» بقتل الطفل والأم غير العذراء، والمرأة الخائنة لزوجها، أمر بإلقائها فى الماء الغويط، فإن غرقت فهى آثمة، وإن طفت فهى بريئة، كانت تنجو من الموت المرأة المتدربة على السباحة والخيانة، وتغرق الفتاة الغريرة البريئة،
أما الرجل فلم يأمر «يهوه» بامتحان عذريته أو إخلاصه الزوجى، لم يكن للرجل عذرية، أباح «يهوه» الخيانة الزوجية للرجال، ليضمن ولاءهم له، هو «يهوه» صاحب السلطة المطلقة فى الدولة، الرجل منهم صاحب السلطة المطلقة فى العائلة، يملك أطفاله ونساءه وعبيده وجواريه، لا تعلوه سلطة إلا سلطة «يهوه»، كان «يهوه» يحرم النساء من تعاطى السياسة أو المال أو الجنس، يلزمن البيوت يطبخن الطعام لرجالهن بعد انتهاء اجتماعاتهم فى الحزب الحاكم مع رئيسهم «يهوه»، تم تحريم الضحك على النساء، لأن الضحك يكشف التناقض، يقود الضحك إلى الوعى بالظلم، فتبدأ الثورة تطالب بإسقاط رأس النظام «يهوه»،
فساد البشر مثل فساد السمك يبدأ من الرأس، يعنى العقل، هل أفسد «يهوه» عقول البشر؟ رئيس دولة عظمى (بيل كلينتون) أو رئيس أعظم بنك عالمى (دومينيك ستراوس) كان يشتهى جنسيا خادمة من عمر حفيداته (ستراوس زعيم الحزب الاشتراكى الفرنسى محرر الكادحات) يغتصب الرجل الكبير البنت الصغيرة بمثل ما تغتصب دولة كبرى أرض دولة صغرى، بدأت الثورة فى مصر وبلاد أخرى كثيرة عربية وفى العالم، لن تتوقف الثورات حتى تقضى على الفساد الدولى والمحلى العام والخاص، لن يعود الزمن إلى عصر العهد القديم، لن تعيش دولة على قيم «يهوه» وشريعة الغاب، اغتصاب الأرض والمرأة، شعلة الثورة أضاءت خلايا العقل المظلمة دون رجعة، لا ينتكس الوعى أبداً إلى مرحلة عدم الوعى، يتفتح عقل الشعوب على الأفكار المبدعة، يكتسب الملايين الوعى الضرورى للثورة،
لا يمكن أن يثور شعب مظلوم إلا إذا اكتسب الوعى بالظلم، لا يمكن أن تثور امرأة مقهورة إلا إذا اكتسبت الوعى بالقهر، هذا الوعى الممنوع، هذه المعرفة المؤثمة منذ يهوه، المحرمة بالسياسة والتعليم والثقافة والخطوط الحمراء، لا يتجاوز الخطوط الحمراء إلا الشجاعة الثورية، الثورة والشجاعة توأم المعرفة والوعى، أسقطت الثورة المصرية بعض رؤوس النظام السابق، وسوف تستمر الثورة لإسقاط النظام كله، رغم محاولات المنع والتحريم وخلق الخطوط الحمراء الجديدة، أقول لكم أيها السادة والسيدات، لقد انقضى العهد القديم، ومعه الخوف، كسر الشعب الحدود، انكشف المحجوب، وسقط الحجاب عن عقول الشباب. | |
|