]center][b]الدكتور عبدالعزيز حجازى: ليس من حق شباب الثورة فرض رأيهم على الحوار الوطنى.. وما فعلوه ضد الديمقراطية التى يطالبون بها
أجرت الحوار شيرين ربيع ٢٤/ ٥/ ٢٠١١
قال الدكتور عبدالعزيز حجازى، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، رئيس لجنة الحوار الوطنى، إن ما حدث فى الجلسة الافتتاحية، أمس الأول، فوضى، متهماً أطرافاً لم يسمها بإحداثها وتدبيرها وأنها لم تحدث فجأة.
وأضاف حجازى فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن هناك ائتلافات كثيرة لا تمثل الثورة كانت سبباً فى حالة الفوضى، واصفاً انسحاب شباب الثورة بأنه حماس دفعهم إلى اتخاذ قرارات دون تفكير، مشيراً إلى أنه ليس من حق الشباب فرض رأيهم، معتبراً أن ما فعلوه ضد الديمقراطية التى يطالبون بها، وإلى نص الحوار:
■ ما تعليقك على ما حدث فى أولى جلسات الحوار الوطنى الذى ترأسه؟
- ما حدث فوضى ولا يليق بالحوار الوطنى، والمشكلة تكمن فى أننى اعترضت على خروج بعض الشخصيات التى طالب الشباب بإخراجها من القاعة وكانوا ضد وجودهم، على أساس أنهم من فلول الحزب الوطنى، ولم يكن يليق طردهم بهذه الطريقة، وكان لابد أن يبعث الرافضون ورقة تحمل طلبهم بدلاً من إثارة الفوضى، ولا يليق أن تُطرد شخصية مثل الدكتور على لطفى، وهو رجل على قدر كبير من العلم وله شأن عظيم، وبعد أن خرج الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، وحان موعد الجلسة الخاصة بالشباب، فوجئنا ودون مبرر بعشرات الأشخاص يتدفقون على القاعة، وكان دخولهم أول شواهد الخلل فى المؤتمر، وتبين أن الأمن لم يكن منضبطا بدرجة كافية فى معرفة الشخصيات، التى دخلت المؤتمر بعد كلمة رئيس الوزراء.
■ ومن الذى دعا هذه الشخصيات سواء الذين كانوا تابعين للحزب الوطنى المنحل، أو الشباب الذين أحدثوا الفوضى؟
- هناك بعض المشاركين لم تتم دعوتهم أصلاً، وللأسف أدت مغادرة الكثير من أفراد الأمن القاعة عقب خروج الدكتور شرف، فى دخول أشخاص ليسوا على المستوى اللائق، فضلاً عن كثرة الائتلافات التى تمثل شباب الثورة، ووجود العشرات منها دون تنظيم كان سبباً فى المشكلة، وأدعو إلى وجود مؤسسة تجمع هذه الحركات وتقنن وضعها بدلا من هذا التخبط، وبالنسبة لتوجيه الدعوات فأنا لست مسؤولاً عن تحديد أسماء ٧٥٠ شخصية يتم توجيه الدعوة لهم، وليست لدى قائمة سوداء بالأسماء التى لا يجب دعوتها، فنحن دعونا كل التوجهات والأطياف السياسية، وليس كل من كان عضواً فى الحزب فاسداً.
■ ومن أبرز الشخصيات التى حدث اعتراض على حضورها؟
- حمدى خليفة، نقيب المحامين، الذى كان هناك بعض الهتافات ضده، والدكتور حمدى السيد، نقيب الأطباء، والدكتور عمرو عبدالسميع، الكاتب الصحفى بمؤسسة الأهرام، والدكتور أحمد درويش، وزير التنمية الإدارية السابق، والدكتور على لطفى، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وغيرهم، وليس من حق الشباب أن يفرضوا رأيهم، فلماذا لا يتقبلون وجهات النظر الأخرى، أليست هذه هى الديمقراطية التى يطالبون بها؟!
■ ولماذا تمت دعوة أعضاء سابقين فى الحزب الوطنى رغم أن الحزب نفسه ليس موجوداً بمعنى أنهم لا يمثلون تياراً سياسياً؟
- ليس كل من كان عضواً فى الحزب الوطنى فاسداً، وأظن أن اعتراض الشباب عليهم لم يكن لشخصهم، لكن لأنهم كانوا أعضاء فى الحزب الوطنى، وأرى أن هناك أعضاء كانوا فاسدين بالحزب تتم محاسبتهم الآن، أو تورطوا فى إفساد الحياة السياسية ويجب إقصاؤهم، لكن ليس كل من كان فى الحزب فاسداً.
■ هل تعتقد أن تجاهل دعوة بعض التيارات السياسية أدى إلى محاولة إفساد المؤتمر؟
- وجهنا الدعوة إلى كل الأطياف والتيارات السياسية دون تحفظ على أحد، فقد تم توجيه الدعوة إلى الإخوان، واليساريين، والليبراليين، والوفديين، والناصريين، وغيرهم، وأنا لست مسؤولاً إلا عن إدارة الحوار وتنظيم أوراق عمله، ولا دخل لى باختيار الشخصيات المشاركة.
■ ما تعليقك على انسحاب شباب الثورة من الحوار؟
- حماس الشباب أحيانا يجعلهم يتخذون الكثير من القرارات دون تفكير، وسنكمل الحوار ولن نتأثر بأى محاولة لإفشاله، لأن الحوار من الضروريات لإنجاح مسيرة التنمية فى المستقبل، خاصة بعد الثورة ومن لا يرد الحضور فهو الخاسر.
■ من الذى تتهمه بمحاولة إفساد المؤتمر؟
- لا أتهم أحداً بعينه، لكننى متأكد أن الأمر كان مدبرا لإفساد أى محاولة لإصلاح شأن البلاد، والكل يعرف أن هناك بعض المستفيدين من حالة الفوضى التى نعيش فيها ويسعون لاستمرارها لتحقيق أهداف خاصة بهم.
■ وهل هناك إجراءات تم اتخاذها لمنع تكرار ما حدث؟
- لن أسمح بذلك مرة أخرى، وسأطالب بالتدقيق فى دخول الأفراد ولن أسمح بالتدخلات أثناء الحوار، ولا المزايدة من أحد على أحد، وسأكثف جهدى لمزيد من الانضباط حتى لا يحدث هذا مرة ثانية.
■ ما أهم المحاور التى يركز عليها الحوار فى ظل الظروف الحالية؟
- هناك العديد من المحاور المهمة التى يجب الاهتمام بها، وقد أعددت ورقة عمل قابلة للتطبيق، فلا يهمننى أن أبحث عن مستقبل البحث العلمى فى مصر، بينما لايزال المواطن يحتاج إلى الخبز، ولذلك فإن أول الأمور التى يجب أن نبحثها هو تحسين مستوى المعيشة أولا، وهناك ٥ محاور رئيسية للحوار: الأول التنمية البشرية والاجتماعية، والثانى الديمقراطية، والثالث يتناول الجوانب والتوجهات الاقتصادية فى المستقبل للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية، وتحقيق عدالة التوزيع على جميع أطراف المجتمع، ومشاركة القطاع الخاص للدولة فى إدارة سوق العمل، أما المحور الرابع فيتعلق بالثقافة والإعلام، وسيكون الدكتور على السمان مسؤولاً عن مناقشة هذا المحور الذى يشمل الوضع الحالى للصحف القومية فى ظل عدم وجود مجلس شورى، أو مجلس أعلى للصحافة، والمحور الخامس سيناقش مصر ما بعد الثورة وعلاقتها بدول العالم العربى والدول الإسلامية وأفريقيا والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية، وإذا ما كانت السياسة الأمريكية تجاه مصر ستظل كما هى أم سيحدث بها تطور طبقا لما طالبت به الثورة لتحقيق الديمقراطية.
■ وما أهم النقاط التى ترى أنها من الضروريات وسوف تركز عليها فى المناقشات؟
- المهم هو أن يخرج الحوار ببرامج وآليات، وليس مجرد كلام ودردشة، وأن نستفيد من تجارب الدول الأخرى التى حاربت بعض المشاكل مثل الفقر، والعشوائيات والبطالة، وغيرها، ولهذا أسعى إلى أن يكون الحوار هادفاً ويعمل على تحقيق نتائج ملموسة.
[/b]
[/center]