[center]على فين (موقف الخليج.. خط أحمر)
بقلم محمد أمين ٢/ ٥/ ٢٠١١
ما الذى قاله الدكتور عصام شرف فى تقريره ولا نعرفه؟.. وما الذى ذكره شفاهة ولم يكتبه؟.. وهل كان ما قاله شرف يسرّ المشير طنطاوى والفريق عنان؟.. وهل كانت جولة الخليج ناجحة بكل المقاييس، كما اعتاد الإعلام الرسمى أن يقول؟.. وهل كان هناك تطابق فى وجهات النظر كما تعودنا؟.. وهل كانت مصر حاضرة فى العقل والقلب.. أم أن هذه حساسية لا قيمة لها مع الأشقاء؟!
الخبر الذى طيرته وكالة أنباء الشرق الأوسط لم يكن كافياً، ولا يشفى الغليل.. كما أنه كان خبراً رسمياً صرفاً، عبارة عن محفوظات.. خبر «إسطمبة»، قد يحفظه محررو مجلس الوزراء، دون أن يصرح به المصدر نفسه.. فقد تحدث عن العلاقات الثنائية.. كما تحدث عن التشابك والخصوصية.. ولم يفته أن يؤكد أن أمن الخليج خط أحمر، وأنه يرتبط بأمن مصر القومى!
الخلاصة أنه لم يقل شيئاً عن موقفهم من عهد الثورة.. ولم يتناول ما دار من شائعات، حول رغبة بعض الحكومات فى استقبال وفد مصر، أو عدم رغبتها.. ولم يكشف عن أسباب الغموض التى شابت الجولة الخليجية.. بعد أن تقررت ثم تأجلت ثم ألغيت، ثم تقررت فى اللحظة الأخيرة.. ولم يتحدث عن الارتباك الذى شاب الجولة.. ولا الأقاويل التى صاحبتها مداً وجزراً!
لم نعرف شيئاً عن تقرير شرف.. ولم نعرف غير أنه التقى المشير والفريق.. فلا شىء فى الخبر يتحدث عن محاكمة مبارك.. ولا شىء يتحدث عن رفض الإمارات، مثلاً، استقبال رئيس وزراء حكومة الثورة.. ولا شىء يفسر به الدكتور شرف أسباب وملابسات ما جرى فى قطر.. لا تفهم أى شىء من الخبر.. ما يدل على أن محرر الخبر كان يعانى من نقص المعلومات!
الغريب أن الدكتور عصام شرف لم يخرج من المجلس العسكرى، ليدلى ببعض المسموح، فيزيل اللبس ويبطل الشائعات.. إنما آثر الصمت وآثر السكوت، وكأن الرأى العام لا يهم رئيس الوزراء.. فالطبيعى أن هناك همهمات لابد من الرد عليها.. فليس معقولاً أن الناس كانت تخترع هذا الكلام.. وليس معقولاً أن هناك دخاناً من غير نار.. وهو فى حد ذاته يحتاج إلى توضيح!
كانت مصر فيما سبق لديها خبرة الرحلات.. بطريقة أكثر دقة، منذ عبدالناصر.. والسادات.. وشطر كبير فى عهد مبارك.. فالزيارات لا تتقرر فجأة.. ولا يمكن أن تحدث مصادفة.. فيكون «المضيف» خارج بلاده.. ثم يقولون الموجود يسد.. جايز الموجود يسد، ولكن ليس مع مصر.. وليس فى هذا نوع من التعالى، ولا الاستكبار ولا النفخة الكدابة.. إنها مصر التى لا يعرفونها!
فهل كل ما أكدته الجولة هو احترام وإعجاب دول الخليج بثورة ٢٥ يناير؟.. وهل كان هدف الجولة تأكيد حق الشعب المصرى فى تقرير مصيره - كما ذكرت الوكالة بالنص؟.. وهل كانت غاية أمل الخليج أن تخلق الثورة مناخاً جديداً لتقريب وجهات النظر فى بعض المواقف، التى تهم مصر ودول الخليج العربى؟.. يا سلاااام!.. فهل كنا نحتاج إلى جولة لنحصل على شهادة؟!
هناك اعتراف بوجود خلافات.. تبدو بين السطور.. وهناك وجهات نظر.. وهناك كلام يخص مبارك.. وهناك كلام عن مواقف متباينة.. وكل هذا وغيره لم يظهر.. لا فى بيان مجلس الوزراء، ولا فى تقرير رئيس الوزراء للمجلس العسكرى.. يبدو أنه كان بدرجة «سرى للغاية»!
[/center]