نعمة محمد عبد الرحيم مدير إدارة المنتدي
عدد المساهمات : 1638 تاريخ التسجيل : 11/11/2010 العمر : 70 الموقع : مصر/المنيا
| موضوع: موعظة مقنعة الإثنين نوفمبر 29, 2010 1:46 pm | |
| [ color=red] احبائى اليكم موعظة مقنعة اتمنى الاستفادة منها لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فهذه [ تفريغ ] من شرح الشيخ العلامة / ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله تعالى -
لكتاب فتح المجيد وهو من الشريط السابع من الدقيقة 53 .....
القاريء : قوله : [ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ]
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : أمره الله أن يجمع بين هاتين العبادتين ، وهما الصلاة والنسك ، الدالتان على القرب والتواضع والافتقار وحسن الظن ، وقوة اليقين ، وطمأنينة القلب إلى الله وإلى عدته ، وأمره وفضله وخلفُهُ . [ وأمر وفضله وخلفه : لا توجد في بعض النسخ ]
عكس حال أهل الكبر والنفرة ، وأهل الغنى عن الله الذين لا حاجة لهم في صلاتهم إلى ربهم ، يسألونه إياها والذين لا ينحرون له خوفاً من الفقر ، ولهذا جمع بينهما في قوله : [قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي] الآية
والنسك الذبيحة لله تعالى إبتغاء وجهه , فإنهما أجل ما يتقرب به إلى الله ، فإنه أتى فيهما بالفاء الدالة على السبب ، لأن فعل ذلك وهو الصلاة والنحر سبب للقيام بشكر ما أعطاه الله تعالى من الكوثر .
وأجل العبادات البدنية : الصلاة ، وأجل العبادات المالية : النحر , وما يجتمع للعبد في الصلاة لا يجتمع له في غيرها ، كما عُرُفه أرباب القلوب الحية ، وما يجتمع له في النحر إذا قارنه الإيمان والإخلاص ، من قوة اليقين وحسن الظن : أمر عجيب ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الصلاة ، كثير النحر .أهـ
الشيخ العلامة / ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله تعالى - :
نقل هذا الكلام عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى , يعني هو من العباد الصالحين الذين يذوقون حلاوة العبادة ومكانتها ويعرفون مقاصدها وآثارها .
فينبغي للمسلم أن يكون حي القلب يشعر بلذة العبادة ومكانتها ويشعر بلذة الصلاة وأثرها في حياته ويعرف مقاصدها .
وإذا كان يصلي فليستحضر رؤية الله تبارك وتعالى.
الإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه.
فإذا صلى وهو في هذا المقام شعر بهذه الصلاة العظيمة ومكانتها عند الله تبارك وتعالى سبحانه وتعالى
ويأتيه من اليقين والإخلاص والصدق والخوف والمراقبة ما يحسها إلا من عاناها , كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية وكما قال ذلك من عرفها , عرف لذة العبادة حين ما يعبد الله يتلذذ بهذه العبادة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرة عينه الصلاة وكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة
[اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ] .
فيجب على المسلم أن يصلي الصلاة الحية التي لها وقع ومكانة عند الله تبارك وتعالى .
أما الذي يصلي وهو سارح في أمور الدنيا أو يرائي والعياذ بالله , فما عنده إلا صورة الصلاة .
كما قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - : هذا كمن يقدم ميتة !
أي يتقرب إلى الله بميتة ! من الخبائث نسأل الله العافية .
فالصلاة فيها رياء , الصلاة ليس فيها خشوع , ليس فيها استحضار لرؤية الله .
تستحضر القراءة , تستحضر التسبيح , تستحضر مع التدبر أثناء الصلاة .
الحمد لله رب العالمين , يتذكر حديث أبو هريرة : جعلت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ,
فإذا قال : الحمد لله رب العالمين , قال الله تبارك وتعالى : حمدني عبدي .
يستحضر أن الله يقول هذا الكلام , يقول : حمدني عبدي , يشعر بأنه يناجي الله , وأنك ما تقول كلمة إلا والله يكافؤك بها .
فإذا قال : الرحمن الرحيم , قال : أثنى علي عبدي .
فإذا قال : مالك يوم الدين , قال : مجدني عبدي .
فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين , قال : هذه بيني وعبدي .
اهدنا الصراط المستقيم , صراط الذين أنعمت عليهم , غير المغضوب عليهم ولا الضالين ,
قال : هذه لعبدي ولعبدي ما سأل .
فيحس أنه مع الله , في تجاوب مع الله تبارك وتعالى , ويتدبر معنى : الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين .
والسور التي يقرأها يتدبر معانيها , فيها أوامر فيها نواهي فيها وعد فيها وعيد يستحضر ويستجيب .
فرصة , فرصة لقاء بينك وبين الله تبارك وتعالى .
فبعض الناس يدخل ويخرج من الصلاة , ما كأنه فعل شيء مع الأسف , ولا يكتب له من صلاته إلا ما عقل منها .
عشرها , تسعها , ثمنها , سبعها , سدسها , نصفها , بقدر ما تستحضر من الصلاة وبقدر ما تعقل من الصلاة يكتب لك , وقد تفوتك الصلاة كلها , لا ثمن ولا ربع ولا عشر مع الأسف .
يعني الثواب والجزاء : قد تكون الصورة مجزئة وتسقط عنك المسئولية .
ها.. لكن فين الصلاة العظيمة ؟ , أين الأجر العظيم ؟ , أين الإحساس بمراقبة الله ومناجاته ؟ .
هنا يقول : قال شيخ الإسلام هذا في تفسير سورة [ الكوثر ] : أمره الله أن يجمع بين هاتين العبادتين وهما الصلاة والنسك الدالتان على القرب والتواضع .
أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد , وهو في السجود , ادعوا الله فأكثروا من الدعاء في السجود فقمن أن يستجاب لكم .
أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد , هذا ليس قرب مكاني الله سبحانه وتعالى فوق سماواته فوق عرشه , هذا قرب معنوي , قرب معنوي
قرب , الله يطلع عليك ويشاهدك ويخصك بخصوصية :
خصوصية النصر والتأييد والرحمة وما شاكل ذلك .
الدالة على القرب : كلها تدل على القرب والتواضع : الصلاة فيها ركوع وفيها سجود وفيها ذل لله , نهاية التواضع , والإفتقار غاية الإفتقار وحسن الظن بالله تبارك وتعالى .
كل هذه يشعر بها المسلم في صلاته وحين ما يلقى ربه يجزيه تبارك وتعالى .
وقوة اليقين , وطمأنينة القلب , هذه المعاني يستحضرها العبد في عبادته وفي صلاته لله تبارك وتعالى
[وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ , وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ] .
البخيل ما تسمح نفسه [ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ , وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ,
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] .
فالمؤمن يتقرب إلى الله ويحسن الظن بوعده وأن الله يخلف له في ماله في الدنيا وفي الآخرة سبحانه وتعالى .
قال : هذا عكس حال أهل الكبر والنفرة .
يستكبر عن العبادة يستكبر عن الإفتقار لله تبارك وتعالى وينفر منها وأهل الغنى عن الله الذين لا حاجة لهم في صلاتهم إلى ربهم , فلا يصلون اللي يصلي يمشي حاله وبس .
والذين لا ينحرون له خوفاً من الفقر [ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ] .
والله .. تذبح هذه الناقة تذبح هذا البعير , تذبح هذه البقرة , يفوتك يفوتك خير كثير ,
وفين لك بعد فين ناقة وبعير وفين لك شاة ... يبخله ويجبنه
ولهذا جمع بينهما في قوله [ لأنه من أعظم العبادات ] : [قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي] والنسك الذبيحة لله تعالى إبتغاء وجه ما تكون الصفة إلا كذلك فإنهما يعني الصلاة والذبح [ النسك ] فإنهما أجل ما يتقرب به إلى الله تعالى.
فإنه أتى فيهما بالــ فاء الدالة على السبب
[ الفاء ] تكون سببية وتكون للتعليل وتكون لكذا لها معاني ...ها .... فمن معانيها السببية ..
فهنا [ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ] فاء دالة على السبب .
الصلاة والذبح سبب لأداء شكر الله تبارك وتعالى على هذه النعمة العظيمة وهي [ الكوثر ] وهو النهر العظيم الذي أعطاه الله للرسول عليه الصلاة والسلام.
آنيته عدد نجوم السماء .. بارك الله فيكم , ويصب منه ميازيب في الحوض الذي يسقي منه هذه الأمة عليه الصلاة والسلام , فهذه نعمة عظيمة كبيرة جداً فضلاً من الله على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
فأكبر الأسباب التي تودي إلى شكره هذه النعمة , الصلاة والذبح , هذه نعمة عظيمة كبيرة وهاتان عبادتان عظيمتان جليلتان عند الله فليس هناك شيء .. يعني ...أعظم في شكر الله من الصلاة والذبح على هذه النعمة العظيمة هذا الكوثر نحن ننهل منه عذب نحن المؤمنون أتباع محمد على الصلاة والسلام فلنقم بهاتين الشعيرتين خير القيام شاكرين لله تبارك وتعالى , على هذه النعمة التي أنعم الله تبارك وتعالى بها على هذا النبي الكريم وأمته العظيمة خير الأمم .
هذه النعمة التي منحها الله هذا الرسول الكريم , يعني .. يفيء ظلها على هذه الأمة كلها , ويعود خيرها على هذه الأمة كلها , فعلينا أن نعتضد بهذه الأسباب العظيمة حتى نشارك هذا الرسول في هذه النعمة العظيمة.
قال : فهمتم هذا الفاء سببيه هنا فاء سببيه .. لما أنعم الله عليه بهذه النعمة .. إنا أعطيناك الكوثر خير كثير ومنه هذا النهر العظيم الذي تتفجر منه أنهار الجنة [ كلمة غير واضحة ]
ومن شرب من هذا الحوض شربة , لا يظمأ بعدها أبدا , وماءُه أبيض من الثلج , وأحلى من العسل , نعمة عظيمة .
في ذلك اليوم يشتد العطش بالناس , وتدنو الشمس حتى ما يكون بينها وبين الناس إلا مقدار ميل , لا يدري الراوي ميل مسافة أو ميل مكحلة , ويغرق الناس في العرق ويصيبهم من الهول ومن القلق ما لا يعلمه إلا الله عز وجل .
وأناس في ظل عرش الله عز وجل , وأناس يسقيهم رسول الله من هذا الحوض.
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يظلنا في ظل عرشه , وأن يقينا هذه الأهوال , ومن أعظم ما ينجينا منها الإيمان والإخلاص والعبادة الصادقة لله تبارك وتعالى
ومنها الصلاة والنحر .
معاينة BIU [/center ] [/list] [/color] | |
|