احمد عصام محمد سنوسى المشرف المميز
عدد المساهمات : 92 تاريخ التسجيل : 16/01/2011
| موضوع: من هم العلماء ؟ الأحد يناير 23, 2011 5:40 am | |
| العلماء
قال تعالى « إنما يخشى الله من عباده العلماء» ( فاطر : 28 ) قال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : أخبر الله سبحانه وتعالى خبراً مؤكداً ومحصوراً أن هؤلاء أهل خشية الله – سبحانه وتعالى – فالذين يخشون الله على الحقيقة ويخافون هم أهل العلم ، وذلك لمعرفتهم بالله تعالى ومن كان بالله اعرف كان من أخوف . قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه « كفى بخشية الله علماً وكفى بالاعتراز بالله جهلا»ً. وقال قتادة « من لم يعرف الاختلاف لم يشم الفقه أنفه» وقال سعيد بن أبي عروبة : « من لم يسمع الاختلاف فلا تعدوه عالماً». قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة في تفسير الآية: وهذا حصر في خشيته تعالى في أولى العلم. فمن هم أهل العلم الذين لهم هذه المنزلة العظيمة ؟ الجواب: هم العلماء الربانيون من أهل الخشية والتقوى وهم العارفون بشرع الله ، والمتفقهون في دينه، العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة ، فهم علماء الشريعة الذين هم ورثة الأنبياء ، والأنبياء عليهم السلام لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم ، وهم العارفون بعظمة الله عز وجل ، بما أعطاهم الله عز وجل من العلم الذي جاء به رسول الله وبلغه عن الله سبحانه وتعالى ونقله لنا صاحبته الكرام رضي الله عنهم .
فإذا أطلق لفظ العلماء فإنه ينصرف إلى علماء الشريعة ، الذين هم هداة الناس ، والذين لا يخلو زمان منهم حتى يأتي أمر الله ، فهم رأس الطائفة المنصورة والفرقة الناجية إلى قيام الساعة ، فعن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت النبي ، يقول : « لا تزال طائفة من أمتى قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتى أمر الله وهم ظاهرون على الناس» رواه البخاري ومسلم . قال الإمام أحمد بن حنبل « إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدرى من هم !» . قال محمد بن إسماعيل البخاري : هم أهل العلم». قال القاضي عياض « أنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث». وصفات أهل العلم قد عرفت من التزامهم بشرع الله عز وجل و التمسك بالكتاب والسنة ، فسوف أذكر بعض صفاتهم التي يتميزون بها وليميزهم بها القارئ الكريم عن أدعياء العلم فهم كثر في هذا الزمان والله المستعان. الصفة الأولى: التزامهم بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة وتعويلهم على هذا الميزان وتركيزهم عليه . الصفة الثانية: وسطيتهم في جميع الأمور واعتدالهم في الحياة فلا إفراط ولا تفريط . الصفة الثالثة: حياتهم بالعلم والتعليم والفقه في دين الله ، فهو شغلهم الشاغل ودعوة الناس إلى توحيد الله عز وجل والانشغال بالعلم والإفتاء وإرشاد الناس لما ينفعهم في دينهم وآخرتهم . الصفة الرابعة : وضوح المنهج والطريقة فهم يسيرون على نهج النبي . وصحابته الكرام رضي الله عنهم والسلف الصالح رحمهم الله، فطريقتهم العلمية واضحة ، فلا يتخفون بفتواهم في ظلام السراديب والكهوف في تجمعات مشبوهة واجتماعات سرية ، بل دعوتهم ناصعة البياض في وضح نهار، فليس عندهم ما يخفونه وأمورهم ظاهرة واضحة . قال سفيان بن عينه : إذا رأيت الناس يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم مفتتحو باب ضلالة أو بدعة» فأهل البدع مثل الخفافيش التى لا تتحرك إلا في الظلام ، أما العالم الرباني دينه واضح على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، ومنهجه وطريقه واضح . قال ابن سيرين رحمه الله : إن هذا العلم دين فاعرفوا عن من تأخذون دينكم». وهذا يشمل جميع أمور الدين . الصفحة الخامسة: محبتهم الخير للناس وليس مثل كثير من أرباب الأحزاب والطرق ممن لا يحب الخير إلا لحزبه وجماعته ومريديه فهذه علامة أهل الضلال. الصفة السادسة : التواضع ، من تواضع لله رفعه ، لأن الله رفعه بالعلم و كان لخشيته أعظم ، ومن كان كذلك انعكس ذلك على تصرفاته بالتواضع ولين الجانب والرفق بالناس . الصفة السابعة : تحري الصواب وخاصة في المسائل الحادثة الجديدة وعرضها على الكتاب والسنة وقواعد السلف ويرجحون ما يدعمه الدليل وموافق لقواعد الشريعة . الصفة التاسعة : موقفهم الثابت والواضح في النوازل المدلهمة ، و المسائل التى تتعلق بمصير الأمة ، واضح لا يشوبه الغبار ، ولا يستره الظلام ، فإذا ألمت بالمسلمين ملمة ، أبان أهل العلم الحق والقول الصحيح وفق الأدلة والقواد الشرعية ، ولما فيه صلاح الأمة وصيانتها من الأقوال والآراء المبتدعة التي قد تؤدي بالأمة إلى الهلاك من الآراء الخارجية والأفكار الضالة .وذلك بعيداً عن العواطف والشهوات وعن ابتغاء الشهرة والرئاسة . الصفة العاشرة : الدعاء لولي الأمر ومحبة الخير له ، والدعاء له بالصلاح والتقى والبطانة الصالحة ، لأن بصلاحه تصلح الرعية . هذه بعض صفات أهل العلم وبخلاف هذه الصفات يعرف أدعياء العلم والمتلبسين بلباس العلم وهو براء منهم ، من أهل البدع والجهل والضلال .فعلى جميع المسلمين الالتفاف حول علمائهم والأخذ عنهم والبعد عن أشباههم فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله. قال : قال إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا ولكن يقبض العلماء فيرفع العلم معهم ويبقي في الناس رءوسا جهالا يفتونهم بغير علم فيضلون ويضلون» رواه مسلم وقال أيوب : ما أمات العلم إلا القصاص إن الرجل ليجلس إلى القاص برهة من دهرة فلا يتعلق منه بشيء ، وإنه ليجلس إلى الرجل العالم الساعة فما يقوم حتى يفيد منه شيئاً . | |
|