امتد دور المعلم من اجل تحقيق أهداف العملية التعليمية واصبح مناطاً بالمشاركة مع مركز مصادر التعلم لربط الطلاب بمصادر العلم والمعرفة التي تتوافر لديه ، حتى أن خطط تطوير مراكز مصادر التعلم على مستوى الدول المتقدمة لا تنأى بالمعلم خارج نطاق هذه الخطط ، بل تعتبره عضواً فاعلاً ومؤثراً في بناء مركز مصادر تعلم متطور وشامل يخدم العملية التعليمية التعلمية للطلاب .
وهناك بعض الاعتبارات التي يجب أن يراعيها المعلم في علاقته بمركز مصادر التعلم لكي تتحقق الأهداف المتوقعة منه نبلورها على النحو التالي :-
v أن يعتبر المنهج الدراسي نقطة انطلاق نحو المعرفة وليس معرفة نهائية أو مطلقة لكى يكون لديه الدافع للربط بين المنهج الدراسي ومركز مصادر التعلم للحصول على مصادر أخرى للمعرفة والعلم تساند الكتاب الدراسي وتدعم المنهج الدراسي المقرر .
v ألا ينظر إلى الكتاب المدرسي ويعتبره المصدر الوحيد للمعرفة ويراعى ان هناك مصادر عديدة للتعلم تساند الكتاب منها الدوريات والموسوعات والقواميس والمراجع العلمية ووسائط الملتيميديا والأقراص المدمجة التعليمية والمراجع الحديثة والمواد السمعية والبصرية وشبكة الإنترنت والمواد المحوسبة التي تعتمد على الحاسب الآلي والأجهزة الحديثة ، فكل هذه المصادر المتطورة يمكنها أن تضيف أبعادا وآفاقاً لاحصر لها فى عالم المعرفة والعلم لدي المعلم وبالتالي سوف ينعكس ذلك على العملية التعليمية .
v الإلمام بالعمليات الفنية الأساسية لمركز المصادر من فهرسة وتصنيف وتكشيف واستخلاص وتنظيم المقتنيات والمصادر فى داخل المركز .
v الإلمام بالفهارس وانواعها وكذلك الأدوات المتاحة بالمركز والتي تعتبر من أهم وسائل الاستفادة من مقتنيات المركز ومصادر المعرفة بأشكالها المختلفة .
v معرفة أنواع خدمات المعلومات التقليدية والحديثة التي يمكن أن تقدمها مراكز مصادر التعلم المتطورة لنقل هذه المعرفة والخبرة إلي المركز الذي يتعاون معه وبالتالي يساهم في تطويره بما يناسب الاحتياجات .
v تغيير طرق التدريس التقليدية المعتمدة على التلقين والحفظ والخروج بالطلاب من نفق المعرفة المحدودة إلى عالم شعاره " معرفة بلا حدود " هذا العالم يجذب الطالب للاستزادة بالمعارف والعلوم ومتابعة التطورات الحديثة فى مختلف المجالات العلمية ، ويجعله عضواً فاعلاً ومشاركاً في الأحداث والفعاليات التي تدور من حوله بدلاً من أن يكون مشاهداً لها ولادور له فى التغيير والتطوير .
v تحقيق مبدأ التعلم الذاتي للطلاب من خلال تشجيعهم على ارتياد مركز مصادر التعلم بالمدرسة والاستفادة من خدماته واستخدام مصادره بما يتناسب مع الأهداف التربوية ويتوافق مع المناهج الدراسية .
v تعمل مراكز مصادر التعلم المتطورة على تكوين لجنة مختصة بالمركز تتألف عضويتها من اختصاصي المركز ومدير المدرسة والمعلمين والطلاب المتميزين علمياً وأخلاقيا ، لذا يجب أن يكون المعلم عضواً فاعلاً فى هذه اللجنة ويساهم فيها بجهده وأفكاره وخبراته العملية وعلاقاته مع الطلاب وادارة المدرسة بحيث يكون نقطة ربط بين مختلف أعضاء اللجنة .
v تشجيع الطلاب على المساهمة فى مركز المصادر من خلال التبرعات بالكتب والمواد التعليمية وتقديم الدعم الذي يحتاجه المركز وخاصة وأننا نعلم بأن مراكز مصادر التعلم لا تتوقف احتياجاتها وتتطلب دائما مختلف أشكال الدعم.
v يجب أن يساهم المعلم فى إحياء المناسبات والاحتفالات والأنشطة والمعارض الثقافية التى ينظمها المركز ويعرف طلابه بهذه الفعاليات ويطلب منهم إعداد بحوث وملخصات ومسرحيات تمثيلية لترسيخ المفاهيم والقيم الايجابية لديهم وحثهم على تأكيد روح الانتماء لوطنهم وعروبتهم .
v على المعلم أن يساهم فى عملية اختيار واقتناء وشراء المواد التى يحتاج إليها المركز فى مختلف المجالات المعرفية ، وان يترجم احتياجات الطلاب والإدارة المدرسية من المصادر ويبلغها للمركز .
v على المعلم أن يشارك اختصاصي مركز مصادر التعلم فى وضع حصة منتظمة للمكتبة يشجع خلالها الطلاب على ارتياد المركز بصفة منتظمة وتكون هذه الحصة ضمن المنهج الدراسي .
v العمل على إعداد منهج تدريبي للتربية المكتبية يتضمن التعريف بالعمليات الفنية المتبعة فى المركز ومصادره وخدماته وكيفية الربط بين المنهج الدراسي ومصادر المعرفة المتاحة لدى المركز ، ويهدف إلى تدريب الطلاب على ارتياد المركز وإكسابهم المهارات الأساسية المطلوبة لاستخدام مصادر المعرفة والاستفادة منها .
v على المعلم أن يكون مبدعاً ومتحمساً وقدوة حسنة لدى طلابه لحثهم على تكوين خبرات تعليمية وابتكار وسائل جديدة يمكن أن تضيف إلى رصيدهم المعرفي المزيد من الخبرات والمعرفة بجانب المنهج الدراسي وذلك من خلال ما يتيحه مركز مصادر التعلم من إمكانات ومصادر .
دور المكتبة المدرسية- مركز مصادر التعلم- فى بناء مدرسة القيم
يعتبر التعليم ومشكلاته من أهم القضايا التي تشغل غالبية الدول بشكل مستمر ومتلاحق نتيجة للتطورات العلمية والتكنولوجية الهائلة التى يشهدها العالم فى الوقت الراهن ، وتتحمل التربية فى مراحل التعليم الأساسية العبء الأكبر من اجل النهوض بالمستوى التعليمي والثقافي للمواطنين والمواطنات دون استثناء لبناء عقول واعية تستطيع أن تتعايش مع العصر الحديث بمختلف متغيراته العلمية والتكنولوجية .
كما ينظر الكثير من خبراء التخطيط فى مجالات التنمية الشاملة بالمجتمعات المتقدمة إلى مراحل التعليم قبل الجامعي على انه الأساس المتين لانطلاق الفرد المتعلم نحو العمل والإنتاج ومتابعة تعليمه الذاتي المستمر ، إضافة إلى أن أسواق العمل أصبحت تتطلب الأفراد المؤهلين والمدربين على استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة فى الإنتاج مما يؤدى بدوره أيضاً إلى تضاعف مسئوليات التعليم من اجل تطوير الوسائل وإعادة هيكلة الأنظمة التعليمية التقليدية بما يتماشى مع متغيرات العصر ، وفى ظل هذه التطورات كان لزاماً الاهتمام بتطوير المكتبة المدرسية إلى " مراكز مصادر تعلم " لتتوافق مع أهداف التربية الحديثة فى إكساب المتعلم المهارات والمعرفة والقيم التى تمكنه من المشاركة الإيجابية فى المجتمع .
إن قوة الأمم الآن أصبحت تقاس بما تملكه من المعلومات والإمكانات العلمية والتكنولوجية ، وكذلك الموارد البشرية والثروات الطبيعية المتاحة لديها ، ولأهمية المعلومات ووسائل التكنولوجيا الحديثة فى شتى المجالات وبصفة خاصة فى التعليم والإنتاج وتحقيقاً لمبدأ ( التربية للمستقبل ) لذا يجب الاهتمام بالمتعلم الذى هو محور العملية التعليمية وعنصر أساسي فاعل فى تكوين الثروة البشرية التى لها دورها فى التنمية الشاملة خلال مختلف مراحلها ، من هنا يأتى دور المكتبة المدرسية ( مركز مصادر التعلم ) فى بناء الفرد المتعلم علمياً وثقافياً واخلاقياً ليواكب العصر الحديث الذى يطلق عليه عصر العولمة ، او العصر الإلكتروني ، وعصر الانفجار المعرفي او عصر المعلوماتية ، كما ان المتغيرات المتلاحقة التى يشهدها العالم الآن قد فرضت على مجتمعاتنا اعباءاً إضافية تضاف إلي المشكلات والأعباء التى تلقى على عاتقها ، ونخص هنا موضوع القيم فلاشك ثمة ضرورة ماسة للحفاظ على القيم التربوية الإيجابية التى تعتبر القوة المحركة لسلوك الطفل والموجهة لأدائه والتي يعتبرها خبراء التربية وعلم النفس المرجع الذى يتمكن من خلاله الشخص قبول أو رفض كافة جوانب الخير والشر والقبح والجمال والسمو او التدنى .
وهناك إجماع كبير على أن الثقافة التكنولوجية الحديثة بكافة أساليبها وتنوع مصادرها ربما يكون لها تأثير سلبي خطير على القيم التربوية ، ومن هنا فإن القيم التربوية تعتبر أحد أهم ركائز العمل التربوي لذا يجب أن تتكاتف المؤسسات التربوية مع الأسرة لبناء النسق القيمى الإيجابي والقضاء على القيم السالبة التي تؤدى إلى انهيار المجتمع وتهميش أفراده ومن ثم إعاقة حركة التنمية .
وخلاصة القول يمكننا أن نضمن دور المكتبة المدرسية أو مركز مصادر التعلم داخل إطار المؤسسة التربوية والتعليمية التي تهدف إلى غرس القيم لدى أطفالنا باعتبارهم قادة الغد وصانعو المستقبل حيث يتجلى أهدافها فى تحقيق العديد من الأهداف التربوية التي سيلي ذكرها .