]b][justify]نحن نعيش أياماً تاريخية بكل معنى الكلمة.اليوم يكون قد مرّت على ثورة الشعب المصرى سنة كاملة لم تكن سنة عادية سواء فى مقدماتها أو فى أسابيعها الأولى أو على مدار السنة كلها.
ولعل أهم ما نستطيع أن نفخر به أن شعب مصر كله وفى طليعته مجموعة من أنبل شبابه جمعت بين كل أطياف هذه الأمة العظيمة كسرت حاجز الخوف، وأزاحت من على رأس الدولة طاغية كان يظن أنه لا بديل له ولا غنى عنه.
وفتحت تلك الأيام العظيمة المباركة الباب أمام تحول ديمقراطى حقيقى كانت مصر تتطلع إليه، وتظن أنها لن تبلغه ولكنها بدأته فعلاً، وجرت أول انتخابات حقيقية لا تزوير فيها ولا تزييف، وإنما تعبير حقيقى عن إرادة الناس، وفى أى نظام ديمقراطى لابد أن نتقبل إرادة الناس سواء اتفقت مع توجهاتنا ورغباتنا أم لم تتفق. هذه هى الديمقراطية.
وكما قلت دائماً وأقول اليوم إن الديمقراطية هى مدرسة الديمقراطية. ولا يمكن أن يتعلم الناس الديمقراطية ويؤمنوا بها إلاّ من خلال ممارستها. وكما قلت دائماً وأقول اليوم إن الديمقراطية هى النظام السياسى القادر على تصحيح أخطائه من داخله. الأنظمة الاستبدادية لا تتغيّر ولا تصحح أخطاءها إلا عن طريق كسرها قسراً عن إرادة الطغاة الحاكمين، ولكن النظام الديمقراطى هو الوحيد القادر على تصحيح نفسه من داخله. اخترنا اليوم هذا التيار، وإذا أثبت أنه قادر على تحقيق آمال الناخبين ورغباتهم وتطلعاتهم فإننا سنعيد اختياره غداً.
أما إذا لم ينجح فى شىء من ذلك فإننا فى أول انتخابات قادمة سنغير من اخترناهم ونأتى بغيرهم نعتقد أنهم قادرون على تحقيق ما نريد. هذه هى آلية الديمقراطية وهذا هو جوهرها. وتعالوا نتعاقد أول ما نتعاهد على أن نصون النظام الديمقراطى وألا نخونه. إن خيانة النظام الديمقراطى هى خيانة لمستقبل الوطن ولكل أبنائه، لهذا علينا جميعاً أن نرعى الأمانة وأن نحافظ عليها[/b][/justify]