]size=18]=brown]]كتب علينا في حياتنا
أن نخالط الناس، فمن حولنا اقرباء وجيران وواصدقاء ،
وزملاء في قاعات الدراسه، وهناك آخرون في أماكن العمل.
او عالم مجهول كعالم النت الذي نلتقي به في كل لحظة
بشريحه لا نعلم لها صفه ولا اخلاق كل مانتعامل به مع اقنعه
خلف شاشات فضيه
نجد منهم من يتكلم بحروف تعبر عنه وعن اخلاقه وطباعه
منهم من تجد اسلوبه يعبر عن سمو اخلاقه وتربيته وبيئته
ومنهم تعكس اخلاقه الدنيئه التي جبل وتربى عليها
وللاسف الشديد هذه الشريحه نجدها قد استحلت اكبر
قسم وانتشرت بشكل فاحش في عالم النت وبالاخص في المنتديات
وبحكم هذه الأنواع المختلفه والأنماط المتباينه
فإنه لا بد وأن نتحكم في سلوكنا وتكون ردة فعلنا
كما امرنا خالقنا في قوله تعالى جل في علاه
((((وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً))))
. (الفرقان: من الآية63)
فلو تخيلنا أن كل إساءة
ستُقابَلنا من جاهل او جاهله سنقابلها بمثلها
لتحولت المجتمعات والمنديات إلى ما يشبه الغابات،
او ساحات القتال ولتخلينا عن خصال الخير،
ولغدوانا بلا ضوابط ولا روابط.
ولاجل لا يتحول مجتمع المسلمين إلى ما يشبه هذه الصوره المنفره
فقد أمرنا الله تعالى
عباده المؤمنين واركز على المؤمنين لانهم هم من يمتثلون لامر الله
بأن يدفعوا السيئة بالحسنة :
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
(فصلت:34).
ولا شك أن الخصلة التي هي أحسن من رد السيئة
بمثلها إنما هي العفو والإحسان ،
أو الإعراض وكف الأخذ والرد في موضوع الإساءة.
وهو ليس بضعف كما يظن الجاهل او الجاهله
بل هو ترفع وتطهر عن الدناءه التي اصبحت للاسف تحيط بنا
فإنك- أيها الحبيب-
حين تتحلى بهذا الخلق الكريم فإنك تحافظ على وقارك واتزانك،
فلا تنجرف مع استفزازات المحرشين اللاغين فتكون بذلك
من عباد الرحمن الذين وصفهم عز وجل
بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ).
(المؤمنون:3)
وقوله تبارك وتعالى:
(وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ
سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ).
(القصص:55)
وقوله تبارك وتعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً).
(الفرقان: من الآية63)
فإنك حين تعامل من أساء إليك بالحسنى ،
تكون قد كظمت غيظك فحينئذ يصدق فيك قول
النبي صلى الله عليه وسلم :
" من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على
رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء".
هذه كلمتي التي ارجو ان تكون على صواب
فلو كانت كماتمنيت فهي من الله جل في علاه
فاحمده واشكره عليها
سبحان الله !
إن سحر الخُلقُ الفاضل ليفوق في كثير من الأحيان
قوة العضلات وسطوة الانتقام،
فقد علمنا حبيبنا المصطفى صلوات ربي عليه
حسن الاخلاق والتعامل
عبر الايه الكريمه
قال تعالى : (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك
وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
وقد ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قوله
: ادفع بحلمك جهل من يجهل عليك.
إننا رأينا خير الخلق محمدا صلى الله عليه وسلم
يتحمل إساءة المسيئين له من اهله وعشيرته،
ليس هذا فحسب بل كان يعفو ويصفح،
وهذا ما وصفته به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
حين قالت: " ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح".
وهكذا كان الصالحون رضي الله عنهم على نهج
ه صلى الله عليه وسلم يسيرون ،
فهذا أحدهم يُسب فيقول لسابه:
إن كنتَ كاذبا فإني أسأل الله أن يغفر لك، وإن كنت صادقا
فإني أسأل الله أن يغفر لي.
فما حالنا نحن في زمن اصبح الجاهلون يتطاولون
ظنا منهم بانها قوة وعزه
وهم لايعلمون انها لاتزيدهم الا جهلا وضعفا ودناءه
كذلك يحتاج إلى هذا الخلق بصفة خاصة
من كان له قرابة وأرحام يسيئون إليه،
فإنه لا يقابل سيئتهم بمثلها ولكن يعفو ويصفح ويزداد إحسانا،
عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني،
وأحسنُ إليهم ويسيئون إليّ، ويجهلون عليّ، وأحلم عنهم؛
قال: "لئن كان كما تقول كأنما تسفُّهم الملَّ،
ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمتَ على ذلك".
قال النووي: (كأنما تطعمهم الرماد الحار،
وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل
الرماد الحار من الألم).
عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه
قال: لقيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخذت بيده فقلت: يا رسول الله، أخبرني بفواضل الأعمال؛
فقال: "يا عقبة، صِلْ من قطعك، وأعطِ من حرمك،
وأعرض عمن ظلمك إن الدفع بالتي هي أحسن
هو الدواء المرمم لما يبلى أو ينهدم من الروابط الاجتماعية ،
والمصلح لما يفسد منها ، والمجدد لما ينطمس منها،
وبه تحيا معاني الخير في النفوس ،
ويتبارى الناس في الإحسان ، وتغلق أبواب الشر على الشيطان،
ولا يتاح للإساءة أن تتفاقم بل يغمرها الإحسان
ويقضي على دوافعها ورواسبها.
جعلني الله واياكم ممن نقول ونعمل
.. وان يرزقنا حسن الخلق .. والعفو عن الناس
[/center]
[/size]