[center]حدث فى مثل هذا اليوم (رحيل عالم الطبيعة والفلك الدكتور محمد جمال الدين الفندى)
ماهر حسن ٢٦/ ٦/ ٢٠١١
هو رائد الفلك فى مصر والعالم العربى، وهو عالم جليل جمع بين الحسنيين: المكانة العلمية الرفيعة عربياً ودولياً، وروح التدين والروح الوطنية قولا وفعلا وهناك أكثر من موقف يدلل على وطنيته، ولعل الأشهر هو أنه، بعد حصوله على وسام الإمبراطورية البريطانية فى العلوم من الطبقة الممتازة عام ١٩٤٦، قام بإعادته لبريطانيا لمشاركتها فى العدوان الثلاثى على مصر.
هذا هو الدكتور محمد جمال الدين الفندى المولود فى ١٣ مارس ١٩١٣، الحاصل على بكالوريوس فى الطبيعة الخاصة مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة ١٩٣٥، ودبلوم الأرصاد الجوية من جامعة لندن عام ١٩٣٨، ودكتوراة فى فلسفة الطبيعة الجوية ١٩٢٦، وعمل فى كلية العلوم بجامعة الإسكندرية مدرساً للطبيعة وأستاذ مساعد طبيعة جوية، ثم أستاذ كرسى حتى ١٩٥٦، ثم أستاذ طبيعة جوية بكلية العلوم جامعة القاهرة، ثم رئيس قسم الفلك والأرصاد الجوية بها حتى ١٩٧٣ ثم استاذاً متفرغاً ثم غير متفرغ بدءاً من ١٩٧٣، وهو عضو المجمع المصرى للعلوم،
وقد حظى الدكتور الفندى بالكثير من مظاهر التقدير المحلى والعالمى، فغير الوسام البريطانى حصل على جائزة الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية عام ١٩٤٨ وجائزة الملك فاروق التشجيعية فى العلوم الطبيعية ١٩٥٠، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ١٩٨٣، ومما لا يعرفه البعض عن الدكتور الفندى نجده لدى ابنته (الدكتورة جيهان الفندى)، فقد عرفنا منها مثلاً أن الدكتور الفندى كان عضواً فى هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وعضو مجلس جامعة الأزهر، ورئيس لجنة خبراء العلوم بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ورئيس الجمعية العلمية المصرية، وكان أول من أنشأ قسمى الفلك والأرصاد الجوية فى الجامعات المصرية وبعض الجامعات العربية.
ومن أوجه النشاط العلمى التى شارك فيها الفندى وفق ما ذكرته الدكتورة جيهان، أنه كان أول من اهتم بدراسة تلوث الهواء، ولعب دوراً مهما فى نشر وتبسيط الثقافة العلمية، وله نحو ٤٠ مؤلفاً، بين العلوم والدين والترجمة، وكان الدكتور الفندى قد أكد فى كثير من مؤلفاته أن الإسلام لا يتعارض مع العلم بل يحض عليه ويشجعه وظل الفندى طاقة خلاقة وعالماً معطاء وحركة دائبة حتى فى شيخوخته وإلى آخر يوم فى حياته إلى أن لقى ربه فى مثل هذا اليوم ٢٦ يونيو ١٩٩٨.
[/center]