]center]على فين( جاء «بديع».. وذهب «نظيف»)!
بقلم محمد أمين ٩/ ٦/ ٢٠١١
لا تتعجلوا فى الحكم أو فى الربط بين مرشد جماعة الإخوان، الدكتور محمد بديع، والدكتور أحمد نظيف المحبوس حالياً فى مزرعة طرة، من باب واحد.. ربما يكون هناك ربط بين الاثنين ظاهرياً.. نظيف الآن محبوس.. وبديع كان محبوساً.. لكن الربط قد يكون سياسياً أكثر منه أى شىء آخر.. فالمرشد أكثر المرشدين العموم حظاً منذ نشأة الجماعة، على يد المؤسس حسن البنا حتى الآن!
ولاشك أن «نظيف» أيضاً كان محظوظاً.. فقد عمل فى مركز معلومات مجلس الوزراء، ثم مديراً له.. وكان ذلك أملاً وحلماً.. ثم أصبح وزيراً للاتصالات، وكأنها دعوة فى ليلة قدر.. ثم كانت المفاجأة الكبرى عندما صدر القرار الجمهورى بتعيينه رئيساً للوزراء.. مع أنه كان آخر واحد فى الصف.. ومن هنا فهو أكثر الوزراء حظاً فى السنوات الأخيرة.. وبالتالى يكون بديع ونظيف من المحظوظين!
الفارق كبير بالطبع بين الرجلين، والتيار السياسى الذى ينتمى إليه كل منهما.. جمعهما الحظ فى وقت من الأوقات.. وجمعهما الحظر فى وقت آخر.. فحين كان نظيف محظوظاً كان بديع محظوراً.. وحين أصبح بديع محظوظاً أصبح نظيف محظوراً.. وبين الحظ والحظر ١٨ يوماً هى عمر ثورتنا.. جاء بديع وذهب نظيف.. فهل يا ترى تصبح «الدنيا ربيع والجو بديع».. كما تقول السندريلا؟!
الملاحظ أنه ساعة كانت الجماعة محظورة كان الشعب يتفرج على اللعبة بين الجماعة والوطنى.. والآن بعد أن أصبحت الجماعة محظوظة.. كان الشعب أيضاً يتفرج على اللعبة، حيث أصبح الوطنى محظوراً، وعلى القائمة السوداء.. لا فرق بين الجماعة والوطنى فى طريقة الحكم.. الجماعة تشبه نظام الحكم.. والحكم كان يشبه الجماعة.. فهناك إقصاء واستبعاد وحظر ومتفرجون!
ونأتى لشعور المتفرجين، لنعرف وجه الشبه بين بديع ونظيف.. الشعور الذى عند الجمهور بالإحباط انعكس على المرشد «المحظوظ».. كما أطلقت عليه «المصرى اليوم» فى عددها البديع أمس.. وربما كان حوار بديع للتليفزيون هو الذى لفت نظرى لإقامة هذه المقارنة.. فقد تحدث المرشد ولم يترك أثراً كبيراً، كما كان يحدث من قبل.. والسبب أنه يتحدث كما لو كان رئيساً للوزراء!
أيام الحظر كان حديث «بديع» نادراً وكان الرأى العام ينتظره.. وكنا نشاهد الحوار ومعنا الورقة والقلم.. وكانت حكومة نظيف أيضاً تهتم بما يقوله.. وكان كتاب الصحف الرسمية ينتظرونه أيضاً ليذبحوه ويهيلوا عليه التراب مقدماً.. ثم ينزلوا عليه تسفيهاً وتجريحاً وتقطيعاً.. الغريب أن بديع تحدث هذه المرة بعد الثورة دون صدى يذكر، ودون هجوم صحفى.. ودون تأييد من أى طرف!
السؤال: ماذا حدث؟.. هل تراجع اهتمام الناس بما يقوله المرشد العام للإخوان المسلمين؟.. هل أصبح «المحظوظ» أقل تأثيراً؟.. هل الناس كانت تكيد للنظام والحزب الحاكم؟.. هل فقد الإخوان المسلمون مصداقيتهم بذكر الشىء ونقيضه؟.. هل النخبة تشعر بالصدمة؟.. هل التعرض لأصحاب الرأى الآخر جعلهم لا يتعرضون للجماعة، لا بخير ولا بشر.. حتى لا نصبح محظورين؟!
هل التضييقات الأمنية تجعل الجماعة أكثر تألقاً فى العمل السياسى من جو الحريات؟.. وهل يكون المرشد محظوظاً أكثر، ويشكل حكومة مصر بعد الثورة، فى ظل الإسراع نحو انتخابات برلمانية، قبل استعداد أحزاب الثورة؟.. هل يأتى يوم يكون فيه بديع مثل نظيف حين يخطب؟.. فلا نشاهده ولا نسمعه ولا نصدقه؟![/center]