حول تعديل الدستور.. كلنا حائرون

b]حول تعديل الدستور.. كلنا حائرون

١٧/ ٣/ ٢٠١١
كلنا حائرون بين مؤيد ومعارض على الاستفتاء لتعديل الدستور ١٩ مارس القادم.. هل نقبل بتعديل الدستور لحين انتخاب رئيس للدولة وبرلمان قوى، وبالتالى يعود الجيش إلى ثكناته العسكرية، وتسليم الدولة للحكم المدنى المؤسسى؟

ثم تبدأ الدولة الجديدة ممثلة فى الرئيس والبرلمان المنتخبين- تحت كل معايير النزاهة والشفافية- بتغيير الدستور كاملاً، ثم التفرغ لمكافحة كل سنى الفساد المتراكمة، والإسراع لكسب مزيد من الوقت نحو التقدم خاصة بعد كسب ثقة العالم بأسره فى الشعب المصرى، وهذا هو المغنم الأكبر لمستقبل مصر، بعد أن استعاد الشعب ثقته أولاً فى نفسه، أم نستمد من روح الثورة التى لم تنطفئ جذوتها بعد ونبقى الحكم العسكرى للبلاد إلى أكثر من سنة كاملة لحين تغيير الدستور كاملاً والذى سقط فعلياً منذ تسليم شؤون الحكم فى البلاد إلى المؤسسة العسكرية؟! تخوفاً من المجهول القادم لحكم مصر أن يلبد كما لبد سابقه فى كرسيه الأسمنتى، ويقوم بتفصيل دستور وليس تعديلاً للدستور، ضارباً بهول الثورة التى ألهمت العالم بأسره عرض الحائط، فنضطر إلى قيام ثورة جديدة أو ربما مذبحة جديدة!!

وعلى الصعيد الآخر هناك من يقولون إن هناك دساتير جاهزة بالفعل ويمكن الاستفتاء عليها من الآن، ولكن هل نزلت الدساتير السماوية على الأنبياء جملة أم تفصيلاً؟! هل نزل القرآن الكريم دفعة واحدة- والله قادر على ذلك- أم أن آخر آيات القرآن كانت فى حجة الوداع؟ وهل لو تم تغيير الدستور كاملاً، وتم إلغاء أو إبقاء المادة الثانية على سبيل المثال- هل سيثير ذلك حفيظة الأقباط، ويستخدمه أراذل النظام البائد فى تأجيج نار الفتنة أم لا؟!

كل تلك التساؤلات وأكثر تحيرنى.. ولكن رأيى الشخصى سأحتفظ به ليقينى أن الله لن يُضيع قوماً غيروا ما بأنفسهم، ولن تضيع مصر بعد يوم ٢٥ يناير، ولو كنا جميعاً حائرين، فبلا أدنى شك إننا متفانون فى حب هذا البلد!!

محمد سعيد النجار[/b]