مساحة راى( جريمة أمن الدولة من صنع المؤامرة؟

]size=18]

د. مصطفى النجار يكتب: جريمة أمن الدولة من صنع المؤامرة؟

٧/ ٣/ ٢٠١١
كنت أحد من ذهبوا مساء السبت مع آلاف المصريين إلى المقر الرئيسى لجهاز أمن الدولة بمدينة نصر، المعروف بقلعة التعذيب، ودخلت مع مَن دخلوا إلى الزنازين الموجودة تحت الأرض التى لا تتجاوز مساحة بعضها أكثر من متر فى شكل أنبوبى، ودخلنا إلى مكاتب الجهاز المختلفة وقلّبنا فى ملفات وأوراق تم تركها قبل الهروب وأجدنى مضطرا إلى أن أسأل الأسئلة الآتية: لماذا تم ترك ضباط الجهاز يخفون آثار الجرائم طوال شهر منذ تنحى مبارك؟ هل يعقل ألا نجد سوى بضعة أدوات بسيطة للتعذيب فى منبع التعذيب الرئيسى فى مصر؟ لماذا وجدنا أن أغلب الأوراق الموجودة هى ملفات لمعارضين وشخصيات عامة وإعلاميين خارج دائرة النظام؟ لماذا نُزعت بعض الأوراق من بعض الملفات؟

لماذا وجدنا أكثر من عشر نسخ لكل ملف وكأن هناك من يقول لنا خذوا ما تريدون واخرجوا لتنشروه على الناس؟ لماذا وجدنا تفريغاً للمكالمات التى توقع بين الرموز السياسية وتثير الكراهية والتخوين بينهم؟ لماذا لم نجد ملفات كثيرة بنفس النسبة لرموز الحزب الوطنى ورموز النظام؟ لماذا وجدنا دهانات حديثة على حوائط بعض الزنازين لتغطى آثار الدماء وكتابات المسجونين بها؟ لماذا تم منعنا من دخول أماكن معينة تمثل أكثر من ثلث المكان وتم إغلاق أدوار بالكامل بالأبواب المصفحة؟ لماذا وجدنا بين الملفات قوائم بأسماء كل ضباط الجهاز وتليفوناتهم وصور بعضهم؟ لماذا لم يأخذها هؤلاء معهم وهم يرحلون؟

لماذا تم ترك السيارات التى كانت تقوم بتهريب الملفات من الشارع الخلفى للجهاز حتى قبل غروب الشمس بقليل؟

لماذا تركت ملفات الاغتيال المعنوى والتشويه لعدد كبير من الرموز التى يحترمها المصريون؟ لماذا تم تسريب أوراق تتناول بعض الرموز الشبابية التى تتمتع بمصداقية عند الناس والتى لم يعرف عنها يوما أى زلات، ولو كانت هناك زلات أو نقاط ضعف مأخوذة عليهم قبل ذلك لبادر النظام باستغلالها وحرق هذه الأشخاص قبل زمن طويل كانوا يحتاجون فيه لحرق هذه الرموز؟ وهل يشير ذلك إلى أن هناك مهام وخططا تم وضعها حديثا بعد تنحية مبارك لرسم شكل الحياة السياسية فى مصر بعد الثورة؟

دعونى أقل بصراحة إننى ألمس أن هناك مؤامرة كبيرة تم تدبيرها منذ فترة طويلة لإخفاء جرائم النظام، سواء فى الفساد الاقتصادى أو الجرائم الأمنية لجهاز مباحث أمن الدولة ولا نعرف الأطراف المتورطة فى ذلك ولكننا بكل صراحة لا نثق إلا فى جيش مصر الذى يدير شؤون البلاد، ثقتنا فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة تجعلنا نعوّل عليه فى فتح تحقيق فورى لملاحقة مجرمى أمن الدولة، وفى توضيح التفسيرات لما حدث، وفى الإجابة عن هذه التساؤلات التى لا إجابة لها عندنا.

[/size]