الاتجاهات الحديثة فى التربية :-
ترتكز التربية الحديثة على الطالب باعتباره من أهم محاور العملية التربوية وهو الهدف النهائي لها ، ولهذا ظهرت طرق وأساليب حديثة فى التدريس وبالتالي ظهرت مفاهيم تربوية حديثة مثل التعلم الذاتي ، والتعلم المستمر والتعليم التعاونى والتعليم الموجه وغيرها من المفاهيم التي تعتمد على اكتساب الطالب المهارات التي تمكنه من التعلم الذاتى بعيداً عن أساليب التعلم التقليدية التى تعتمد على التلقين والاستظهار والحفظ والتى أصبحت لا تجدى فى ظل تنامي المعارف وتشابك العلوم واستخدام احدث وسائل التكنولوجيا المعلوماتية فى الاتصالات ونقل المعلومات فى كل مناحى الحياة ، وبطبيعة الحال فإن المفاهيم التربوية الحديثة اصبحت تعتمد على تعلم الطالب بنفسه وتحقيق الاستقلالية والاعتماد على الذات فى التعليم والبحث والحصول على المعلومات ومواصلة دراسته ، ولهذا اصبحت هناك ضرورة ماسة لتطوير المكتبة المدرسية كأحد العناصر الرئيسية المكونة للمؤسسة التربوية والتعليمية لكى تتماشى مع الاتجاهات الحديثة فى التربية وتساهم بإيجابية فى تكوين فرد متعلم قادر على مواصلة تعليمه مدى الحياة بالاعتماد على ذاته مستخدماً احدث وسائل التكنولوجيا الحديثة فى المعلومات والاتصالات وتطويعها فى مجالات البحث والتعليم .
دور المكتبة المدرسية :-
تتطلب طرق التدريس الحديثة مجموعة كبيرة من المصادر والوسائل الحديثة للمعلومات جنباً الى جنب مع الكتاب المدرسى الذى لم يعد يحقق بمفرده الاهداف التربوية والتعليمية التى اصبحت تنادى بتحقيق التعلم الذاتى والابتعاد عن اساليب التعليم التقليدية المعتمدة على الحفظ والتلقين والاستظهار ، والمكتبة المدرسية الشاملة والحديثة بما تحتويه من مصادر مطبوعة او مسموعة او مرئية او الكترونية يمكنها ان تساهم الى حد بعيد فى بناء الطالب ومساعدته فى التعلم الذاتى والتعلم مدى الحياة ، فمن خلالها يمكن اكتساب العديد من المهارات مثل مهارة البحث والاطلاع والتنقيب والنقد والتحاور واستخدام تقنية المعلومات واستخدام الوسائل التعليمية الحديثة
المفهوم الحديث للمكتبة المدرسية :-
تعد المكتبة المدرسية بمفهومها الجديد المحور الذى ترتكز عليه الاتجاهات التربوية الحديثة كافة ، فهى وسيلة تربوية فعالة تساهم فى تحقيق اهداف التعلم وخدمة المناهج الدراسية وتعزيزها ، وفى الكشف عن ميول الطلاب وتنمية قدراتهم فى استخدام مهارات تكنولوجية متطورة تساعد فى تنشئة جيل واع ومثقف ومبدع ومبتكر ، قادر على مواجهة التطورات المستقبلية ومعايشتها فى ظل بيئة تكنولوجية تتسع رقعتها يوماً بعد يوم .
وانطلاقاً من ذلك يأتى دور المكتبة المدرسية التى تعتبر احد اهم اعضاء البنيان المدرسى ، والمناط بها مواكبة الاتجاهات الحديثة فى التعليم وفى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، ويمكننا القول ان كل هذه التغيرات قد اعادت هيكلة الانظمة التعليمية فى دول العالم ووضعت المكتبة المدرسية على موقع بارز فى خريطة هذه الانظمة بما يتناسب مع دورها واهميتها بعد ان كان دورها هامشياً او مكملاً .
وقد اصبحت المكتبة المدرسية مركزاً للمصادر المتنوعة للمعلومات بعد ان كانت تضم الكتب والمطبوعات التقليدية تتطورت لتشمل المواد المطبوعة والمواد السمعية والبصرية والوسائط المتعددة والاقراص المدمجة والاتصال بشبكة الانترنت والبرمجيات المتنوعة والمجسمات والنماذج والاجهزة الحديثة مثل اجهزة عرض البيانات واجهزة عرض الوسائط المتعددة واجهزة العرض البصرى اضافة الى الحاسب الآلى واجهزة عرض الشفافيات والشرائح الفيلمية وغيرها . وفى ظل ماشهدته المكتبات المدرسية من تطورات ظهرت مسميات عديدة استخدم بعضها بديلاً للمفهوم التقليدى